Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 256-256)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لاَ إِكْرَاهَ فِي ٱلدِّينِ } قيل إن من هنا إلى خالدون من تمام آية الكرسي ، وقيل ليست منها وهو الحق ، وإنما ذكرت عقبها كالنتيجة لما ذكر فيها من خالص التوحيد ، والمعنى لا يكره أحد أحداً على الدخول في الإسلام ، فإن الحق والباطل ظاهران لكل أحد فلا ينفع الاكراه ، قال تعالى : { وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي ٱلأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } [ يونس : 99 ] . قوله : ( أي ظهر بالآيات البينات ) أي الدلائل الظاهرة على باهر قدرته وعظيم حكمته ، قال تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ البقرة : 164 ] الآية . قوله : ( فيمن كان له من الأنصار أولاد ) أي وهو أبو الحصين كان له ابنان تنصرا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدما المدينة بتجارة زيت فلقيهما أبوهما ، وأحب أن يكهرههما على الإسلام ، فارتفع معهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال أبوهما يا رسول الله أيدخل بعضي النار وأنا أنظر إليه فنزلت وهذه الآية يحتمل أنها منسوخة بآيات القتال أو محكمة ، وتحمل على من ضرب عليهم الجزية ويؤيده سبب نزولها . قوله : { بِٱلطَّاغُوتِ } مبالغة في الطغيان كالجبروت والملكوت ، والمراد به ما يعبد من دون الله ، ومعنى الكفر به جحده والإعراض عنه . قوله : ( وهو يطلق على المفرد والجمع ) أي ويعود الضمير عليه مؤنثاً ومذكراً وهو قيل مصدر وقيل اسم جنس . قوله : { وَيْؤْمِن بِٱللَّهِ } تقديم الكفر بالطاغوت على الإيمان بالله من باب تقديم التخلية على التحلية ، لأنه لا يصح إيمان بالله مع إشراك غيره معه . قوله : { فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ } هذه الجملة جواب الشرط الذي هو من وقرن بالفاء لدخول قد عليها . قوله : ( تمسك ) أشار بذلك إلى السين والتاء زائدتان لتقوية الاستمساك . قوله : { بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ } فيه استعارة تصريحية أصلية ، حيث شبه دين الإسلام بالعروة الوثقى ، وهي موضع المسك من الحبل بجامع أن كلا لا يخشى منه الخلل ، واستعير اسم المشبه به وهو العروة الوثقى للمشبه وهو دين الإسلام ، والاستمساك وعدم الانفصام ترشيحان لأنه من ملائمات المشبه به ، أو فيه استعارة تمثيلية بأن يقال شبه حال من تمسك بدين الإسلام وأحكامه بحال من تمسك بالعروة الوثقى ، بجامع أن كلا لا يخشى الانفكاك ولا الخلل ، واستعير المشبه به للمشبه والاستمساك وعدم الانفصام ترشيحان أيضاً . قوله : { لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا } الانفصام الانقطاع بغير بينونة ، والانقصام بالقاف الانقطاع مع بينونة ، فالتعبير بالانفصام أبلغ . قوله : ( لما يقال ) أي سراً أو جهراً . قوله : ( بما يفعل ) أي خيراً أو شراً سراً أو جهراً .