Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 257-257)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } هذا كالدليل لما قبله وولي فعيل بمعنى فاعل أي متولي أمر عباده ، وأما الولي من العبيد فبمعنى فاعل أي موالي طاعة ربه ، أو بمعنى أي تولاه الله فلم يكله لغيره . قوله : ( الكفر ) شبه بالظلمات الحسية للحيرة وعدم الاهتداء في كل ، ولأنه يكون كذلك يوم القيامة ، قال تعالى : { ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } [ النور : 40 ] ، وقوله ( الإيمان ) شبه بالنور لأنه يهتدى بكل ولأنه يكون كذلك يوم القيامة ، قال تعالى : { نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ } [ التحريم : 8 ] ، فالكفر ظلمة معنوية في الدنيا وحسية في الآخرة ، والإيمان نور معنوي في الدنيا وحسي في الآخرة ، قوله : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّاغُوتُ } إنما لم يقل والطاغوت أولياء الذين كفروا لأجل المقابلة لئلا يكون الطاغوت مقابلاً لاسم الله وهو قبيح ، فبدأ بكفرهم تقبيحاً وتبكيتاً لهم . قوله : ( ذكر الاخراج الخ ) جواب عن سؤال مقدر حاصله أن الكفار لم يكونوا في نور فأخرجوا منه إلى الظلمات كيف ذلك أجاب المفسر بجوابين : الأول أنه مشاكلة لما قبله والمراد منهم من أصل النور ، والثاني أنه إخراج حقيقي وهو في كل من آمن بالنبي قبل مبعثه ثم ارتد بعد ذلك ، وفي هذه الآية وعد من الله بالأمن للمؤمن من المخاوف دنيا وأخرى .