Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 258-258)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَلَمْ تَرَ } الاستفهام لتقرير النفي مع التعجب ، والمعنى ألم ينته علمك إلى هذا الذي قابله الله بالجود والاحسان ، وقابل مولاه بالكفر والطغيان ، وهذا كالدليل لقوله : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَوْلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّاغُوتُ } [ البقرة : 257 ] الآية . فإن الشيطان طاغوت نمروذ وهو طاغوت غيره ما عدا إبراهيم ومن تبعه قوله : { إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ } لم يصرح باسمه تبكيتا له وإظهار لقبحه . قوله : ( جادل ) أي مجادلة باطلة وهي مقابلة الحجة بالحجة فإبراهيم يجادل بالحق ، ونمروذ يجادل بالباطل . قوله : { فِي رَبِّهِ } أي إبراهيم فبالإضافة للتشريف ، أو نمروذ والإضافة لإقامة الحجة عليه حيث نازع خالقه في وصفه . قوله : { أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ } مفعول لأجله وهو مجرور باللام لفقد أحد شروطه وهو عدم اتحاد الفاعل ، لأن فاعل المحاججة النمروذ وفاعل إيتاء الملك هو الله ، قال ابن مالك : وإن شرط فقد . فاجرره بالحرف . وحذف الجار لأن حذفه مطرد مع أن وإن . قوله : ( بطره ) هو الاستخفاف بآلاء الله . قوله : ( بنعم الله ) أي وهي ملك الدنيا ، لإنه لم يملك إلا أربعة اثنان مسلمان ، واثنان كافران سليمان وذو القرنين ، والنمروذ وبختنصر . قوله : ( وهو نمورذ ) أي ابن كنعان حملت به أمه من زنا خوفاً على ملك أبيه من الضياع حيث كان أبوه عقيماً ، وهو أول من لبس التاج المكلل ، وهذه الواقعة كانت بعد إلقاء إبراهيم في النار ، وكان النمروذ قد ملك أقوات الأرض كلها ، فكان لا يعطي القوت إلا لمن آمن به ، فذهب إبراهيم إليه وطلب منه شيئاً من القوت فامتنع حتى يتبعه ، فذهب إبراهيم إلى كثيب من رمل وملأ وعاءه فلما وصل منزله صار دقيقاً فصار يأكل منه هو ومن تبعه . قوله : ( بدل من حاج ) أي بدل اشتمال . قوله : ( لما قال له ) ظرف لقوله قال إبراهيم ، إي قال إبراهيم ذلك وقت قوله له من ربك . قوله : { أَنَا أُحْيِـي } الضمير قبل أن وحدها والألف زائدة لبيان الحركة في حالة الوقف ، وقيل بل وكلها الضمير ، والصحيح أن فيه لغتين لغة تميم إثبات ألفه وصلاً ووقفاً ، والثانية إثباتها وقفاً وحذفها وصلا . قوله : ( غيباً ) أي بليداً لا يفهم جواباً ولا يحسن خطاباً ، وهو جواب عن سؤال مقدر حاصله أن ما وقع من إبراهيم ليس صناعة المناظرة لأنه كان الواجب إبطال حجة الأحياء والإماتة التي ادعاها اللعين أولاً ثم ينتقل لحجة أخرى ، أجاب المفسر بأنه لما رآه غيباً لم يدقق عليه في ذلك وانتقل لحجة أخرى .