Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 29-29)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ } الإستواء في الأصل الإعتدال والإستقامة ، وهذا المعنى مستحيل على الله تعالى ، فالمراد منه هنا في حق الله القصد والإرادة ، فقوله قصد أي تعلقت إرادته التعلق التنجيزي الحادث بخلق السماوات ، وثم الترتيب مع الإنفصال ، لأنه خلق الأرض في يومين ، وخلق الجبال والأقوات وما فيه الأرض في يومين ، فتكون الجملة أربعة أيام ، فالترتيب الرتبي ظاهر ويشهد لذلك قوله تعالى : { قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ } [ فصلت : 9 ] الآيات ، وعلى ذلك درج المفسر حيث قال أي الأرض وما فيها ، ويحتمل أن ثم للترتيب الذكري بناء على أن الأرض خلقت مكوزة ، فبعد ذلك خلقت السماء ثم بعد خلق السماء دحا الأرض وخلق جميع ما فيها ، ويشهد لذلك قوله تعالى : { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } [ النازعات : 27 ] ثم قال : { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [ النازعات : 30 ] وعلى ذلك درج القرطبي غيره وهو الحق . قوله : { إِلَى ٱلسَّمَآءِ } أي جهة العلو وأل للجنس . قوله : ( فقضاهن ) بدل من آية فسوى وصبر وقضى بمعنى واحد وكل واحد ينصب مفعولين . قوله : { سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ } أي طباقاً بالإجماع للآية وبين كل سماء خمسمائة عام وسمكها كذلك ، والأولى من موج مكفوف ، والثانية من مرمرة بيضاء ، والثالثة من حديد ، والرابعة من نحاس ، والخامسة من فضة والسادسة من ذهب ، والسابعة زمردة خضراء . قوله : ( مجملاً ومفصلاً ) هذا هو مذهب أهل السنة خلافاً لمن ينكر علم الله بالأشياء تفصيلاً فإنه كافر . قوله : ( على خلق ذلك ) أي الأرض وما فيها والسماوات ومافيها ، وقوله : ( وهو ) الضمير عائد على اسم الإشارة ، قوله : ( وهو أعظم منكم ) أي لقوله تعالى : { لَخَلْقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } [ غافر : 57 ] أكبر من خلق الناس ، قوله : ( قادر على إعادتكم ) هذا هو روح الدليل .