Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 34-34)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَ } اذكر { إِذْ قُلْنَا } أشار المفسر بذلك إلى أن إذ ظرف عاملها محذوف والتقدير واذكر وقت قولنا إلخ إن قلت إن المقصود ذكر القصة لا ذكر الوقت ، أجيب بأن التقدير ذكر القصة الواقعة في ذلك الوقت ، ومحصل ذلك أنه بعد خلق آدم ونفخ الروح فيه ، وعرض المسميات على الملائكة ، وإنباء آدم لهم بالأسماء أمرهم بالسجود له لأنه صار شيخهم ، ومن حق الشيخ التعظيم والتوقير ، وكان ذلك كله خاوٍ . قوله : ( بالإنحناء ) أشار بذلك إلى أن المراد السجود اللغوي وهو الإنحناء كسجود إخوة يوسف وأبويه له وهو تحية الأمم الماضية ، وأما تحيتنا فهي السلام ، وعليه فلا إشكال ، وقال بعض المفسرين إن السجود شرعي بوضع الجبهة على الأرض ، وآدم قبله كالكعبة ، فالسجود لله وإنما آدم قبله ، والآية محتملة للمعنيين ولا نص بعين أحدهما ، وعلى الثاني فاللام بمعنى إلى أي اسجدوا جهة آدم فاجعلوه قبلتكم . قوله : { فَسَجَدُواْ } أي الملائكة كلهم أجمعون بدليل الآية الأخرى ، فالخطاب بالسجود لجميع الملائة على التحقيق لا الملائكة الذين طردوا بني الجان . قوله : { إِلاَّ إِبْلِيسَ } قيل مشتق من إبلس إبلاساً بمعنى بئس وهذا هو اسمه في اللوح المحفوظ . فائدة : قال كعب الإحبار : إن إبليس اللعين كان خازن الجنة أربعين ألف سنة ، ومع الملائكة ثمانين ألف سنة ، ووعظ الملائكة عشرين ألف سنة ، وسيد الكروبيين ثلاثين ألف سنة ، وسيد الروحانيين الف سنة ، وطاف حول العرش أربع عشر الف سنة ، وكان اسمه في سماء الدنيا العابد ، وفي الثانية الزاهد ، وفي الثالثة العارف ، وفي الرابعة الولي ، وفي الخامسة التقي ، وفي السادسة الخازن ، وفي السابعة عزازيل ، وفي اللوح المحفوظ إبليس وهو غافل عن عاقبة أمره . قوله : ( هو أبو الجن ) هذا أحد قولين والثاني هو أبو الشاطين فرقة من الجن ولم يؤمن منهم أحد . قوله : ( كان بين الملائكة ) أشار بذلك إلى أن الإستثناء منقطع وأنه ليس من الملائكة ، قال في الكشاف لما اتصف بصفات الملائكة جمع معهم في الآية واحتج إلى استثنائه ، ويدل على ذلك قوله تعالى : { إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ } [ الكهف : 50 ] وكررت قصة إبليس في سبعة مواضع : في البقرة والأعراف والحجر والإسراء والكهف وطه و ص تسلية له صلى الله عليه وسلم ، وعبرة لبني آدم ، فلا يغتر العابد ولا يقنط العاصي ، ويحتمل أن الإستنثاء متصل وقوله تعالى : { كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ } [ الكهف : 50 ] أي في الفعل والأقرب الأول . قوله : { وَٱسْتَكْبَرَ } من عطف العلة على المعلول أي أبى وامتنع لكبره والسين للتأكيد . قوله : ( وقال أنا خير منه ) هذا وجه تكبره وبين وجه الخيرية في الآية الأخرى ، قوله تعالى : { خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } [ الأعراف : 12 ] قال بعض المفسرين : وذلك مردود بأمور ، منها أن آدم مركب من العناصر الأربع بخلاف إبليس فلا وجه للخيرية ، ومنها أن الله هو الخالق لكل شيء ولا يعلم الفضل إلا هو ، فله أن يفضل من شاء من على من يشاء ، ومنها غير ذلك . قوله : ( في علم الله ) دفع ذلك ما قيل إنه لم يكن كافراً بل كان عابداً وإنما كفر الآن ، ويجاب أيضاً بأن كان بمعنى صار .