Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 44-45)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَتَأْمُرُونَ } سيأتي للمفسر أن الهمزة للإستفهام الإنكاري ، ومحط الإستفهام قوله وتنسون أنفسكم ، أي لا يليق منكم الأمر بالمعروف والبر لغيركم مع كونكم ناسين أنفسكم قال الشاعر : @ يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم @@ إلى أن قال : @ لا تنه عن خلق وتأتي بمثله عار عليك إذا فعلت عظيم @@ وقال الشاعر أيضاً : @ أتنهى الناس ولا تنتهي من تلحق القوم يا لكع ويا حجر السن ما تستحي تسن الحديد ولا تقطع @@ قوله ( بالإيمان بمحمد ) الأخصر حذف بالإيمان ، فالبر اسم جامع لكل خير كما أن الإثم اسم جامع لكل شر . ولما كان الإيمان بمحمد يسلتزم كل خير فسره به . وسيأتي تفسيره في قوله تعالى : { وَلَـٰكِنَّ ٱلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِٱللَّهِ } [ البقرة : 177 ] الآية . قوله : ( تتركونها ) أشار بذلك إلى أنه من باب استعمال اللازم في الملزوم ، أو السبب في المسبب ، لأنه يلزم من نسيان الشيء تركه ، وسبب الترك النسيان ، والحكمة في ارتكاب المجاز الإشارة إلى أن الشأن أن العالم لا يقع منه ذلك إلا نسياناً . قوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } قال بعض المفسرين إن الفاء في مثل هذا الموضع مؤخرة من تقديم ، وجملة تعقلون معطوفة على جملة تتلون ، والمستفهم عنه ما بعد الفاء ، التقدير فأي شيء لا تعقلونه ، وقال الزمخشري إن الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة على ذلك المحذوف ، التقدير أتفعلون ذلك فلا تعقلون . قوله : { وَٱسْتَعِينُواْ } قيل إن هذا الخطاب للمسلمين ، وقيل لليهود فعلى الأول تكون الجملة معترضة بين أجزاء القصة ، وعلى الثاني لا اعتراض . قوله : ( الحبس للنفس على ما تكره ) أي من المصائب والطاعات وترك المعاصي ، فأقسام لصبر ثلاثة : صبر على المصيبة ، وصبر على دوام الطاعة ، وصبر عن المعاصي فلا يفعلها ، والكامل من تحقق بجميعها . قوله : ( أفردها بالذكر ) أي مع أنها داخلة في الصبر فذكر الخاص بعد العام لا بد له من نكتة ، أجاب عن ذلك بقوله تعظيماً لشأنها . قوله : ( تعظيماً لشأنها ) أي من حيث إن الصلاة جامعة لأنواع العبادة من تسبيح وتهليل وتكبير وذكر وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وركوع وسجود ، وفي الحديث " لما أسرى به ورأى الملائكة منهم القائم لا غير ، والراكع لا غير ، وهكذا تمنى عبادة تجمع عبادات الملائكة فأعطي الصلاة " . قوله : ( إذا حزبه ) بالباء والنون ومعناها همه وشق عليه ، وهذا يؤيد أن الخطاب لمحمد وأصحابه . قوله : ( الشره ) أي الشهوة فالمانع لهم من الإيمان بمحمد الشهوات والكبر ، ولكن قد يقال إن الكافر لا يصح منه صوم ولا صلاة حتى يدخل في الإسلام ، فما معنى أمرهم بذلك ، أجيب بأن المراد أمرهم بعد الإسلام . قوله : ( لأنه يكسر الشهوة ) أي يضعفها . قوله : ( تورث الخشوع ) هو خضوع النفس وسكونها تحت المقادير قوله : ( ثقيلة ) قوله تعالى : { وَإِذَا قَامُوۤاْ إِلَى ٱلصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ } [ النساء : 142 ] الآية . قوله : { إِلاَّ عَلَى ٱلْخَٰشِعِينَ } استثناء مفرغ مضمن معنى النفي ، أي لا تسهل إلا على الخاشعين . قوله : ( الساكنين ) أي المائلين المحبين للطاعة الذين اطمأنت قلوبهم لها ، وفي الحديث " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " وفي الحديث " وجعلت قرة عيني في الصلاة " هكذا مشى المفسر على أن الضمير عائد على الصلاة ، ويحتمل عوده على الإستعانة بالصبر والصلاة . ويحتمل عوده على ما تقدم من قوله : ( اذكورا نعمتي التي أنعمت عليكم ) ، أي وإن ما أمر به بنو إسرائيل لكبيرة . قوله : ( يوقنون ) أشار بذلك إلى أن الظن يستعمل بمعنى اليقين ، وقد يستعمل اليقين بمعنى الظن ، قال تعالى : { فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ } [ الممتحنة : 10 ] أي ظننتموهن .