Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 46-47)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَنَّهُم مُّلَـٰقُواْ رَبِّهِمْ } أي يعتقدون أنهم يبعثون ويرون ربهم ، فقوله : بالبعث الباء سببية . قوله : { وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ } أي صائرون فيحاسبهم على أعمالهم فيدخلهم إما الجنة أو النار ، وبهذا التفسير فلا تكرار بين قوله : ( أهم ملاقوا ربهم ) ، وبين قوله : ( وأنهم إليه راجعون ) . قوله : { يَٰبَنِي إِسْرَائِيلَ } كرر هذا النداء لطول الفصل ، بناء على الخطاب في ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) لغير بني إسرائيل ولتعداد النعم عليهم وللتأكيد لبلادتهم ، فإن الذكي يفهم بالمثال الواحد ما لا يفهمه الغبي بألف شاهد . قوله : ( بالشكر عليها ) أي باتباع محمد والدخول في دينه ، ولا ينفعهم الإنتساب لغيره مع وجوده . قوله : { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ } في تأويل مصدر معطوف على نعمتي أي اذكروا نعمتي وتفضيلي إياكم . قوله : ( أي آباؤكم ) اشارة إلى أنه على حذف مضاف ، فالفضل ثابت لآبائهم المتقدمين لا لمن وجد في زمنه صلى الله عليه وسلم ، فإن المصر منهم على الكفر من همج الهمج . قوله : ( عالمي زمانهم ) دفع بذلك ما يقال إن المراد بالعالمين ما سوى الله ، فيقتضى أن بني إسرائيل أفضل مما سواهم من الأولين والآخرين ، فأجاب بأن المراد بالعالمين عالمو زمانهم وهذا هو المرتضى ، وهناك أجوبة أخر منها أن المراد بآبائهم الأنبياء وهو مخدوش بأن ابراهيم أفضل من أنبياء بني إسرائيل ، ومحمداً أفضل الخلق جميعاً ، ومنها أن المراد تفضيل أمم بني إسرائيل على جميع الأمم وهو مخدوش أيضاً بأن أمة محمد أفضل الأمم جمعيا باتفاق لقوله تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } [ آل عمران : 110 ] ، ولذلك طلب موسى أن يكون منهم فلم يتم إلا الأول .