Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 49-50)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِذْ نَجَّيْنَٰكُم } معطوف على نعمتي مسلط عليه اذكروا الأول أي اذكروا نعمتي وتفضيلي إياكم ووقت إنجائي لكم ، والمقصود ذكر الإنجاء أو معطوف على جملة اذكروا ، فقول المفسر اذكروا ليس تقديراً للعامل الأول بل هو عامل مماثلة ، وهكذا يقال فيما يأتي ما فيه إذ من جميع ما يتعلق ببني إسرائيل . قوله : ( أي آبائكم ) ويصح أن النجاة لهم إذا لو غرقت أصولهم ما وجدوا ، والنجاة مأخوذة من النجوة وهي الأرض المرتفعة ، والوضع عليها ليسلم من الآفات يسمى إنجاء لهم ثم أطلق على كل خلوص من ضيق إلى سعة ، فالمعنى خلصناهم من الهلكات . قوله : ( بما أنعم على آبائهم ) أي وعدد عليهم نعماً عشرة نهايتها ( وإذا استسقى ) . قوله : { مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } لا يرد أن الآل لا يضاف إلا لذي شرف لأن فرعون ذو شرف دنيوي ، والمراد أعوانه وكانوا يوم الغرق ألف ألف وسبعمائة ألف غير المتخلفين بمصر ، وكانت الخيل الدهم سبعين ألفاً ، وبنو إسرائيل كانوا ستمائة ألف وعشرين ألفاً وعند دخول يعقوب مصر كانوا سبعين نفساً ذكرواً وإناثاً ، وبين موسى ويعقوب أربعمائة سنة ، فكمل فيها ذلك العدد مع كثرة قتل الأطفال وموت الشيوخ ، فسبحان الخلاق العظيم ، وفرعون اسمه الوليد من مصعب بن الريان ، وفرعون لقب له من الفرعنة وهي العتو والتمرد ، ومدة ادعائه الألوهية أربعمائة سنة ، وكان يأكل كل يوم فصيلاً ، وكان لا يتغوط إلا كل أربعين يوماً مرة ، وفرعون اسم لكل من ملك العمالقة ، كما أن قيصر اسم لمن ملك الروم ، وكسرى لمن ملك الفرس ، والنجاشي لمن ملك الحبشة ، وتبع لمن ملك اليمن ، وخافان لمن الترك . قوله : ( يذيقونكم ) أي على سبيل الدوام . قوله : { سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } اسم جامع لكل ما يعم النفس كالشر وهو ضد الخير ، إن قلت إن العذاب شيء أجاب المفسر بأن المراد أشده . قوله : ( بيان لما قبله ) أي لبعض ما قبله فإنهم يعذبون بأنواع العذاب ، فكانوا يخدمون أقوياء بني إسرائيل في قطع الحجر والحديد والبناء وضرب الطوب والنجارة وغير ذلك وكان نساؤهم يغزلن الكتاب لهم وينسجنه ، وضعفائهم يضربون عليهم الجزية ، وإنما قلنا لبعض ما قبله لأن ذبح الأولاد وما ذكر معه ليس هو عين أشد العذاب بل بعضه بدليل سورة إبراهيم فإنها بالعطف وهو يقتضي المغايرة . قوله : { وَيَسْتَحْيُونَ } أصله يستحييون بياءين الأولى عين الكلمة والثانية لامها استثقلت الكسرة على الياء الأولى فحذفت فالتقى سكنان حذفت الياء لالتقاء الساكنين ، وقيل حذفت الياء الثانية تخفيفاً ، وضمت الأولى لمناسبة الواو ، فعلى الأولى وزنه يستفلون وعلى الثاني وزنه يستنفعون . قوله : ( لقول بعض الكهنة ) أي حين دعاهم ليقص عليهم ما رآه في النوم ، وهو أن ناراً أقبلت من بين المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل ، فشق عليه ذلك ودعا الكهنة وسألهم عن ذلك فقالوا له ما ذكر . قوله : ( أو الإنجاء ) أي من حيث عدم الشكر عليه فصار الإنجاء بلاء ، فالبلاء يطلق عليه الخير والشر ، قال تعالى : { وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } [ الأنبياء : 35 ] . قوله : ( ابتلاء ) راجع للعذاب ، وقوله أو إنعام راجع للإنجاء فهو لف ونشر مرتب . قوله : { وَ } ( اذكروا ) { إِذْ فَرَقْنَا } هذا من جملة المعطوف على نعمتي أو على اذكروا ، فالمقصود تعداد النعم عليهم وفرق من باب قتل ميز الشيء من الشيء ، قال تعالى : { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ } [ الإسراء : 106 ] أي ميزنا به الحق من الباطل . قوله : ( فلقنا ) الفلق والفرق بمعنى واحد ، قال تعالى : { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } [ الشعراء : 63 ] . قوله : { ٱلْبَحْرَ } هو الماء الكثير عذباً أو ملحاً ، لكن المراد هنا الملح ، والمراد به بحر القلزم . قوله : { آلَ فِرْعَوْنَ } يطلق آل الرجل عليه وعلى آله . قال تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } [ الأحزاب : 33 ] والمراد محمد وآله ( ولقد كرمنا بني آدم ) المراد آدم وبنوه . قوله : ( إلى انطباق البحر ) إشارة إلى أن المتعلق محذوف . قوله : ( بألف ودونها ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعلى الألف المواعدة من الله بإعطاء التوراة ، ومن موسى رياضته الأربعين يوماً وإتيانه جبل الطور لأخذ التوراة وعلى عدمها فالأمر ظاهر .