Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 90-91)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { بِئْسَمَا ٱشْتَرَوْاْ } الخ ، بئس فعل ماض لإنشاء الذم وفاعلها مستتر فيه وجوباً تقديره هو يعود على الشيء ، يفسره قوله ما اشتروا فيما تمييز لذلك الفاعل وما بعدها صفة لها ، وإن كفروا في تأويل مصدر المخصوص بالذم وهو يعرب مبتدأ والجملة التي قبله خبر عنه أو خبر لمبتدأ محذوف ، قال ابن مالك : @ ويعرب المخصوص بعد مبتدأ أو خبر اسم ليس يبدو أبداً @@ قوله : ( من القرآن ) بيان لما . قوله : ( مفعول له ليكفروا ) أي مفعول لأجله والعامل فيه يكفروا . قوله : على أن { يُنَزِّلُ ٱللَّهُ } المعنى كفرهم بما أنزل الله حسداً على إنزال الله من فضله ، وذلك بمعنى قوله تعالى : { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ عَلَىٰ مَآ آتَٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } [ النساء : 54 ] . قوله : ( الوحي ) قدره إشارة إلى أن مفعول ينزل محذوف . قوله : { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ } مفعول يشاء محذوف التقدير يشاؤه . قوله : ( بكفرهم ) الباء يصح أن تكون للتعدية وللسببية والتنكير للتعظيم . أي في قوله غضب على حد شراً هر ذا ناب . قوله : ( والكفر بعيسى ) أي ثم الكفر بمحمد وما جاء به ، فقد آمنوا بموسى ثم كفروا به وضيعوا التوراة ، فلما جاءهم عيسى آمنوا به ثم كفروا به ، فلما جاءهم محمد كفروا به ، وازدادوا كفراً . قوله : { عَذَابٌ مُّهِينٌ } أصله مهون نقلت كسرة الواو إلى الهاء فوقعت الواو ساكنة بعد كسرة قلبت ياء . قوله : ( ذو إهانة ) أي هوان ولا يوصف بذلك إلا عذاب الكفارين . وأما ما يقع للعصاة في الدنيا من المصائب وفي الآخرة من دخول النار فهو تطهير لهم . قوله : { بِمَا وَرَآءَهُ } يطلق بمعنى سوى وبمعنى بعد وبمعنى أمام اقتصر المفسر على الأولين . قوله : ( من القرآن ) أي والأنجيل . قوله : { وَهُوَ ٱلْحَقُّ } حال من ما . قوله : ( مؤكدة ) أي لمضمون الجملة قبلها على حد زيد أبوك عطوفاً وقوله : ( ثانية ) أي في التأكيد وإلا فهي ثالثة . قوله : { فَلِمَ تَقْتُلُونَ } ما اسم استفهام حذفت ألفها لجرها باللام ، والفاء واقعة في جواب شرط مقدر تقديره إن كنتم صادقين في دعواكم الإيمان بالتوراة فلأي شيء تقتلون أنبياء الله . قوله : ( أي قتلتم ) أشار بذلك إلى أن المضارع بمعنى الماضي ، وإنما عبر بالمضارع لحكاية الحال الماضية . قوله : { إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } جواب إن محذوف دل عليه المذكور ، فقد حذف من الجملة الأولى أداة الشرط وفعلها ومن الثانية الجواب فهو احتباك ، وقيل إن نافية بمعنى ما نتيجة الشرط المقدر . قوله : ( بما فعل آباؤهم ) الحاصل أنه أقيمت الحجة عليهم مرتين ، الأولى دعواكم الإيمان بالتوراة ، كذب لكفرهم بالقرآن ، فإن الكافر بأي كتاب كافر بالجميع ، وعلى تسليم هذه الدعوى فهي كذاب من جهة أخرى وهي قتل الأنبياء ، فلو كنتم مؤمنين بالتوراة لانتهيتم عما نهاكم الله عنه ، فإنه نهاكم فيها عن قتل الأنبياء . قوله : ( لرضاهم به ) جواب عما يقال إن ذلك فيمن قتل الأنبياء ، وأما هؤلاء فلم يقع منهم ذلك ، فأجاب بأن الرضا بالكفر كفر ، وقد يقال إنهم مصرون على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد تسببوا في ذلك مراراً .