Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 87-89)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ } شروع في ذكر نعم أخرى لبني إسرائيل قابلوها بقبائح عظيمة ، وصدر الجملة بالقسم زيادة في الرد عليهم ، قوله : { وَقَفَّيْنَا } من التقفية وهي المشي خلف القفا أطلق ، وأريد به مطلق الإتباع . قوله : { مِن بَعْدِهِ } يحتمل أن الضمير عائد على موسى أو الكتاب . قوله : ( أي أتبعناهم رسولاً في أثر رسول ) ظاهره أنه لا يجتمع رسولان في زمن واحد ، وليس كذلك ، فإن زكريا ويحيى كانا في زمن واحد ، وكذا داود وسليمان ، وورد أنهم قتلوا سبعين نبياً في يوم واحد واقاموا سوقهم ، وأجيب بأن مراد التبع في العمل بالتوراة ، فكل الأنبياء الذين بين موسى وعيسى يعملون بالتوراة بوحي من الله لا تقليداً لموسى . إذا علمت ذلك ، فالمناسب للمفسر أن يقول أي أتبعنا بعضهم بعضاً في العمل بالتوراة كانوا في زمن واحد أو لا ، وقوله بالرسل مراده ما يشمل الأنبياء وعدة الأنبياء والرسل الذين بين موسى وعيسى سبعون ألفاً وقيل أربعة آلاف . قوله : { وَآتَيْنَا عِيسَى } معطوف على آتينا موسى وخصه بالذكر ، وإن كان داخلاً في قوله : ( وقفينا من بعده بالرسل ) لعظم شرفه ومزيته ، ولكون رسولاً مستقلاً بشرع يخصه لأنه نسخ بعض ما في التوراة ، وللرد على اليهود حيث ادعوا أنهم قتلوه ، وعيسى لغة عبراينة معناه السبوح . قوله : { ٱبْنَ مَرْيَمَ } معنى مريم خادمة لله ، وفي اصطلاح العرب المرأة التي تكره مخالطة الرجال . قوله : { ٱلْبَيِّنَاتِ } أل للعهد أي المعجزات المعهودة له . قوله : ( وإبراء الأكمة ) هو من ولد أعمى . قوله : ( أي الروح القدس ) أي المطهرة . قوله : ( جبريل ) وجه تسميته روحاً أن الروح جسم نوراني به حياة الأبدان ، وجبريل جسم نوراني به حاية القلوب . قول : ( لطهارته ) أي من المعاصي والمخالفات والأقدار ، وقد مدحه الله بقوله تعالى : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } [ الحاقة : 40 ] الآية . قوله : ( يسير معه حيث سار ) أي ولم يزل معه حتى رفعه إلى السماء . قوله : ( فلم تستقيموا ) قدره المفسر لعطف قوله أفكلما جاءكم رسول عليه . قوله : { بِمَا لاَ تَهْوَىٰ } ماضية هوى من باب تعب وضرب ، سمي بذلك لأنه يهوي بصاحبه إلى النار ، وهو تذكير للفروع بقبائح أصولهم . قوله : { ٱسْتَكْبَرْتُمْ } السين زائدة والتقدير تكبرتم كلما جاءكم رسول بالذي لا تحبه أنفسكم . قوله : ( والمراد به التوبيخ ) أي اللوم والتقريع عليهم . قوله : { فَفَرِيقاً } معمول لكذبتم وقدم مراعاة للفواصل ، وقدم التكذيب على القتل من أن القتل أشنع لأن التكذيب مبدأ القتل . قوله : ( كعيسى ) أي كذبوه ولم يتمكنوا من قتله بل رفعه الله إلى السماء . قوله : ( المضارع لحكاية الحال الماضية ) أي فنزل وقوعه منهم فيما مضى منزلة وقوعه الآن استعظاماً له . قوله : ( كزكريا ) أي حيث نشروه حين هرب منهم وأوى إلى شجرة أثل فانفتحت له ودخلها . قوله : ( ويحيى ) أي قتلوه من أجل امرأة فاجرة ، أراد محرمها التزوج بها فمعنه من ذلك . قوله : { وَقَالُواْ } أي الموجودون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : ( أي مغشاة بأغطية ) أي حسية . قوله : { فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ } المراد بالقلة الإستبعاد أي فايمانهم مستبعد لطرد الله إياهم عن رحمته وسبق شقاوتهم ، ويحتمل أن تبقى القلة على بابها ، أي فمن آمن منهم قليل كعبد الله بن سلام وأضرابه ، ويحتمل أن القلة باعتبار الزمن أي أن الزمن الذي يؤمنون فيه قليل جداً ، قال تعالى : { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ } [ آل عمران : 72 ] . قوله : { وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَابٌ } هذه الجملة من تعلقات الجملة التي قبلها ، وكل منهما حكاية عن اليهود الذين كانوا في زمنه صلى الله عليه وسلم ، وقوله من عند الله صفة أولى لكتاب ، وقوله مصدق صفة ثانية له وجملة وكانوا من قبل حال من الضمير في جاءهم . قوله : { مِن قَبْلُ } مبني على الضم لحذف المضاف إليه ونية معناه . قوله : ( يستنصرون ) السين والتاء للطلب . قوله : ( وهو بعثة النبي ) في الحقيقة بعثة النبي والكتاب . قوله : ( دل عليه جواب الثانية ) أي والأصل ولما جاءكم كتاب من عند الله مصدق لما معهم كفروا بذلك الكتاب وكانوا يستفتحون على الذين كفروا ، فلما جاءهم ما عرفوا وهو النبي الكريم كفروا به ، فبين الجملتين تغاير لفظاً وإن كان بينهما تلازم معنى .