Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 42-50)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي } أي قد أجبناك فيما طلبت ، وأعطينا أخاك الرسالة ، فاذهب أنت وهو إلى فرعون وقومه . قوله : ( إلى الناس ) قدره إشارة إلى أنه حذف من هنا ، لدلالة قوله فيما يأتي { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } عليه ، كما أنه حذف فيما يأتي قوله : { بِآيَاتِي } لدلالة ما هنا عليه ، ففي الكلام احتباك ، حيث حذف من كل نظير ما أثبته في الآخر . قوله : { بِآيَاتِي } ( التسع ) المناسب للمفسر أن يقول العصا واليد ، لأن باقي التسع لم يكن في المبدإ ، بل كان في أثناء المدة ، وعليه فجمع الآيات باعتبار ما اشتملت عليه العصا واليد من المعجزات المتعددة . قوله : { وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } يقال ونى يني ونياً ، كوعد يعد وعداً إذا فتر ، وأصله تونيا ، حذفت الواو لوقوعها بين عدوتيها الفتحة والكسرة . قوله : ( وغيره ) أي كتبليغ الرسالة ، وهو المقصود بالذات . قوله : { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } . إن قلت : ما حكمة جمعهما في ضمير واحد ، مع أن هارون لم يكن حاضراً في محل المناجاة ، بل كان في ذلك الوقت بمصر ؟ أجيب : بأن الله كشف الحجاب في ذلك الوقت عن سمع هارون ، حتى سمع الخطاب مع أخيه ، لكن موسى سمعه من الله بلا واسطة ، وهارون سمعه من جبريل عن الله ، وهذا أحسن ما يقال . قوله : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } أي سهلاً لطيفاً ، وقد قصه الله في سورة النازعات في قوله : { هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } [ النازعات : 18 - 19 ] فإنه دعوة في صورة عرض . قوله : ( في رجوعه عن ذلك ) أي عما هو فيه من ادعاء الربوبية والتكبر . قوله : ( والترجي بالنسبة إليهما ) أي إلى موسى وهارون ، والمعنى اذهبا مترجيين إيمانه وطامعين فيه ، ولا تذهبا آيسين منه . قوله : ( لعلمه تعالى بأنه لا يرجع ) أي والفائدة في إرسالهما ، إلزامه الحجة وقطع عذره ، لجريان عادته سبحانه وتعالى ، أنه لا يعذب أحداً ، إلا بعد تبلغيه الدعوة وعناده بعد ذلك . قوله : { قَالاَ رَبَّنَآ } أسند القول لهما لأنه وقع من كل منهما ، وإن كان مكانهما مختلفاً لما تقدم ، أنه لا مانع من إزالة الحجاب عن هارون ، وسماعه من جبريل ما قيل لموسى وقت المناجاة . قوله : ( أو يجعل بالعقوبة ) أي فلا يصير إلى تمام الدعوة وإظهار المعجزة . قوله : { أَوْ أَن يَطْغَىٰ } أي يزداد تكبراً وكفراً ، وأو مانعة خلو تجوز الجمع . قوله : { قَالَ لاَ تَخَافَآ } أي لا تنزعجا منه . قوله : { فَأْتِيَاهُ } أي اذهبا بأنفسكما إليه ، ولا تقعدا في مكان وترسلا له . قوله : { فَقُولاۤ إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } أمرهما الله أن يقولا له ست جمل ، أولها قوله : { إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ } . الثانية قوله : { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } . الثالثة : { وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ } الرابعة : { قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ } . الخامسة : { وَٱلسَّلاَمُ عَلَىٰ مَنِ ٱتَّبَعَ ٱلْهُدَىٰ } . السادسة : { إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَآ أَنَّ ٱلْعَذَابَ عَلَىٰ مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } . قوله : { فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } أي أطلقهم من أسرك ولاتتول عليهم ، فإنهم أولاد الأنبياء ، ولا يليق أن يولى عليهم خسيس ، والمعنى أن موسى وهارون أرسلا إلى فرعون ، بأنه يؤمن بالله وحده ، ولا يتولى على بني إسرائيل . قوله : ( بحجة ) أي دليل وبرهان على ما ادعيناه من الرسالة . قوله : ( فأتياه وقالا له جميع ما ذكر ) قدر ذلك إشارة إلى أن قوله : { قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا } الخ ، مرتب على محذوف وإشعاراً بأنهما سارعا إلى امتثال الأمر من غير توان فيه . قوله : { فَمَن رَّبُّكُمَا } لم يضف الرب لنفسه تكبراً وطغياناً وخوفاً على قومه ، إذ أضاف الرب لنفسه أن يميلوا لموسى . قوله : ( اقتصر عليه ) أي على توجيهه الخطاب لهما . قوله : ( لأنه الأصل ) أي في الرسالة ، وهارون وإن كان رسولاً ، إلا أن المقصود منه معاونة موسى . قوله : ( ولإدلاله عليه بالتربية ) أي ولإقامة فرعون الدليل على موسى ، بأن ذكره بتربيته له في قوله الآتي في الشعراء : { أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيداً } [ الشعراء : 18 ] . قوله : { خَلْقَهُ } أي صورته وشكله . قوله : ( الحيوان منه ) أي من كل شيء .