Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 1-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
سميت بذلك لذكر قصص جملة من الأنبياء فيها . قوله : ( مكية ) أي نزلت قبل الهجرة باتفاق . قوله : ( أو اثنتا عشر آية ) هذا خلاف مرتب على الخلاف في قوله تعالى : { أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } [ الأنبياء : 66 ] إلى قوله : { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ الأنبياء : 67 ] هل هو آية واحدة أو آيتان ، وأول الثانية قوله : { أُفٍّ لَّكُمْ } [ الأنبياء : 67 ] الخ . قوله : ( أهل مكة ) أشار بذلك إلى أنه من إطلاق العام وإرادة الخاص وحاصل ذلك أن كفار قريش قالوا : محمد يهددنا بالبعث والجزاء على الأعمال وهذا بعيد ، فأنزل الله { ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } وجه قرب الحساب أنه آت لا محالة ، وكل آت قريب ، أو يقال إن قربه باعتبار ما مضى من الزمان ، فإن ما بقي أقل مما مضى . قوله : { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } الجملة حالية أي قرب حسابهم ، والحال أنهم غافلون معرضون غير متأهبين له ، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فهذه الآية ، وإن كان سببها الرد على كفار مكة ، إلا أن العبرة بعمومها . قوله : { مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ } هذا في معنى العلة لما قبله ، كأنه قال : معرضون لأنه يأتيهم من ذكر الخ . قوله : { مِّن رَّبِّهِمْ } الجار والمجرور متعلق بيأتيهم . قوله : ( أي لفظ قرآن ) دفع بذلك ما يقال : كيف وصف الذكر بالحدوث ، مع أن المراد به القرآن وهو قديم ؟ فأجاب : بأن وصفه بالحدوث باعتبار ألفاظه المنزلة علينا ، وأما باعتبار المدلول ، وهو الوصف القائم بذاته تعالى فهو قديم ، وأما ما دلت عليه الألفاظ الحادثة ، فمنها ما هو قديم ، كمدلول آية الكرسي والصمدية ، ومنها ما هو حادث ، كمدلول القصص وأخبار المتقدمين ، ومنها ما هو مستحيل ، كمدلول ما اتخذ الله من ولد . قوله : { وَهُمْ يَلْعَبُونَ } الجملة حالية من فاعل { ٱسْتَمَعُوهُ } ، وكذا قوله : { لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ } والمعنى ما يقرأ عليهم القرآن ، إلا استمعوه في حال استهزائهم ، وكون قلوبهم غافلة عن معناه ، فلا يسمعونه سماع تدبر وقبول ، وكل آية وردت في الكفار ، جرت بذيلها على عصاة الأمة ، ففي هذه الآية ، تحذير لمن يستمع القرآن في حال لهوه ولعبه ، وأقبح منه من يطرب سماعه ، من حيث اشتماله على الأنغام المعروفة ، لا من حيث بلاغته ومواعظه وأحكامه وكونه من عند الله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . قوله : ( بدل من واو وأسروا النجوى ) أشار بذلك إلى أن أسر فعل ماض ، والواو فاعله ، و { ٱلنَّجْوَى } مفعوله ، و { ٱلَّذِينَ } بدل ، وهذه إحدى طريقتين للنحويين في الفعل الذي لحقته العلامة وأسند للظاهر ، والطريقة الثانية : أن الواو حرف علامة , و { ٱلَّذِينَ } فاعل وتسمى بلغة أكلوني البراغيث ، ولما كانت ضعيفة ، لا ينبغي حملة الآية عليها ، أعرض عنها المفسر . قوله : { هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } بدل من { ٱلنَّجْوَى } مفسر لها ، أي فكانوا يتناجون بذلك سراً بينهم ، ثم يشيع كل واحد منهم مقالته ليضل غيره . قوله : { أَفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ } أي تحضرونه وتقبلونه . قوله : { وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } الجملة حالية من فاعل تأتون . قوله : { فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } أشار المفسر إلى أنه حال من القول ، أي يعلم القول ، حال كون القول كائناً في السماء والأرض . قوله : ( للانتقال من غرض إلى آخر ) أي فلا تقع بل في القرآن ، إلا للانتقال لا للإبطال ، لأنه يكون إضراباً عن الكلام السابق وإعراضاً عنه ، لكونه صدر على وجه الغلط ، وتنزه الله عنه ، خلافاً لمن يقول إنها تأتي للإبطال ، واستدل بقوله تعالى : { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } [ الأنبياء : 26 ] ، وقوله : { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ } [ المؤمنون : 70 ] ولا دليل في ذلك ، لأن بل فيهما للانتقال من الإخبار بقولهم ، إلى الإخبار بالواقع ، فتأمل . قوله : { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( هو ) ، والجملة مقول القول . قوله : { بَلْ هُوَ شَاعِرٌ } أي يأتي بكلام يخيل للسامع معاني لا حقيقة لها ، وليس المراد بالشعر هنا ، وخصوص الكلام والمقفى الموزون قصداً ، بل ما هو أعم . قوله : { فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ } جواب شراط مقدر ، كأنه قيل : وإن لم يكن كما قلنا ، بل كان رسولاً كما يزعم فليأتنا الخ . قوله : { كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ } صفة لمصدر محذوف ، والتقدير إتياناً كائناً مثل إرسال الأولين .