Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 35-39)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كُلُّ نَفْسٍ } أي مخلوقة فلا يرد ذات الله تعالى ، وهو دليل لما قبله أعم منه ، وليس معيناً ، وقوله : { ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ } أي ذائقة مرارة مفارقة الروح للجسم ، وهي في غاية الصعوبة جداً ، ومثلوه بعصر القصب بالآلة المعروفة ، فإنه لا يبقى فيه طراوة أصلاً ، بل يؤخذ للنار حالاً ، غير أن المؤمن يتسلى برؤية ما أعد له من النعيم الدائم ، والكافر يزداد بالموت عقوبة لرؤيته ما أعد له من العذاب المقيم . قوله : ( نختبركم ) أي نعاملكم معاملة المختبر ، إذ لا يخفى على الله شيء . قوله : ( تصبرون ) راجع للشر ، وقوله : ( وتشكرون ) راجع للخير ، فالمؤمن الكامل يشاهد الأشياء عن الله ، فإذا ابتلي بالفقر والمرض مثلاً ، رضي به وازداد إقبالاً عليه ، وإذا أنعم عليه بالغنى أو الصحة مثلاً ، ازداد شكراً وخوفاً من الله ، فهو راض عن الله في الحالتين ، وأما الكافر والفاسق ، فيشاهد الأشياء من الخالق ، فإذا ابتلي سخط ، وإذا أنعم عليه بطر ، فهو مغضوب عليه في الحالين . قوله : { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } أي تردون ، فيظهر لكم جزاء أعمالكم ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر . قوله : { وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } رأى بصرية ، أي أبصرك المشركون . قوله : { إِن يَتَّخِذُونَكَ } جواب { إِذَا } و { إِن } نافية بمعنى ( ما ) كما قال المفسر . قوله : ( يقولون ) قدره إشارة إلى أن قوله : { أَهَـٰذَا ٱلَّذِي } الخ ، مقول لقول محذوف ، والمعنى يقول بعضهم لبعض في حال الهزء والسخرية { أَهَـٰذَا } الخ . قوله : { وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ } { هُم } مبتدأ ، و { كَافِرُونَ } خبره ، و { بِذِكْرِ } متعلق به ، و { هُمْ } الثانية ، تأكيد لفظي للأولى ، وحينئذ فقد فصل بين العامل والمعمول بالمؤكد ، وبين المؤكد والمؤكد بالمعمول ، وإضافة ذكر للرحمن ، من إضافة المصدر لفاعله ، كما أشار له المفسر ، حيث قدر لهم ، وحينئذ فالمراد بالذكر ، إرشاد الله لعباده ، بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، ويحتمل أنه مضاف لمفعوله ، أي ذكرهم الرحمن بالتوحيد . قوله : ( إذ قالوا ما نعرفه ) أي الرحمن ، وذلك أنهم كانوا يقولون : لا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة ، وهو مسليمة الكذاب . قوله : ( في استعجالهم العذاب ) أي حيث قالوا : { ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } [ الأنفال : 32 ] الآية . قوله : { مِنْ عَجَلٍ } هو ضد البطء ، أي السرعة في الأمور . قوله : ( أي إنه لكثرة عجله في أحواله ) الخ ، أشار بذلك إلى أن في الكلام استعارة بالكناية ، حيث شبه العجل من حيث إن الإنسان طبع عليه ، حتى صار كالجبلة له بالطين الذي خلق منه البشر ، وطوى ذكر المشبه ، ورمز له بشيء من لوازمه وهو خلق ، والمعنى أن الإنسان جبل على السرعة في الأمور والعجلة فيها ، حتى إنه يقع في المضرة ولا يشعر . قوله : ( مواعيدي العذاب ) المراد متعلقاتها وهو أنواع العذاب في الدنيا ، كوقعة بدر وغيرها ، وفي الآخرة كعذاب النار . قوله : { وَيَقُولُونَ } أي استهزاء واستعجالاً للعذاب . قوله : { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } شرط حذف جوابه ، والتقدير فأتوا به ، وهو خطاب منهم للنبي وأصحابه . قوله : ( قال تعالى ) كلا مستأنف لبيان شدة هول ما يستعجلونه لجهلهم به . قوله : { وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ } أي فهو كناية عن إحاطة النار بهم من كل ناحية . قوله : ( ما قالوا ذلك ) قدره إشارة إلى أن جواب ( لو ) محذوف .