Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 97-102)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ } عطف على { فُتِحَتْ } . قوله : ( أي للقصة ) أشار بذلك إلى أن الضمير للقصة ، و { شَاخِصَةٌ } خبر مقدم ، و { أَبْصَارُ } مبتدأ مؤخر ، والجملة خبر { هِيَ } والتعقيب عرفي ، لأن التفاوت القليل كالعدم ، فاندفع ما يقال إنه رتب الشخوص على فتح السد ، واقتراب الساعة مع الشخوص ، لا يوجد إلا مع القيامة . قوله : ( يقولون ) { يٰوَيْلَنَا } أشار بذلك إلى أن { يٰوَيْلَنَا } مقول لقول محذوف . قوله : { بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } إضراب عن قولهم { قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ } لعله ينفعهم الإقرار بالذنب فلا ينفعهم . قوله : ( من الأوثان ) خصها بالذكر لأنها كانت معظم معبوداتهم ، وإلا فالشمس والقمر يصيران ثورين عقيرين في النار . قوله : ( وقودها ) أي وسمي حصيباً ، لأنه يرمى بهم فيها كما ترمى الحصباء . قوله : { لَوْ كَانَ هَـٰؤُلاۤءِ آلِهَةً } الخ ، تبكيت عليهم . قوله : { زَفِيرٌ } أي أنين وتنفس شديد . قوله : ( لشدة غليانها ) أي فعدم سماعهم لشدة غليان النار عليهم لما ورد : إذا بقي من يخلد فيها جعلوا في توابيت من نار ، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت أخرى ، ثم تلك التوابيت في توابيت أخرى عليها مسامير من نار ، فلا يسمعون ولا يرى أحد منهم أن في النار أحداً يعذب غيره . قوله : ( ونزل لما قال ابن الزبعرى ) الخ ، حاصل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد وصناديد قريش في الحطيم ، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً ، فعرض له النضر بن الحرث ، فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه ، ثم تلا عليه : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } الآيات الثلاث ، ثم قال فأقبل ابن الزبعرى ، وهو بكسر الزاي وفتح الياء وسكون العين وفتح الراء مقصوراً ، وقد أسلم بعد ذلك ، فأخبره الوليد بن المغيرة بما قاله رسول الله لهم ، فقال : أما والله لو وجدته لخصمته ، فدعوا رسول الله ، فقال له ابن الزبعرى : أنت قلت { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } ؟ قال : نعم ، قال : أليست اليهود تعبد عزيراً ، والنصارى تعبد المسيح ، وبنو مدلج يعبدون الملائكة ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل هم يعبدون الشيطان ، فنزلت هذه الآية رداً عليه . قوله : ( المنزلة ) { ٱلْحُسْنَىٰ } أي الدرجة والرتبة الحسنى ، أو المراد الكلمة الحسنى وهي لا إله إلا الله ، أو المراد السعادة الأبدية . قوله : ( ومنهم من ذكر ) أي العزير وعيسى والملائكة ، والمعنى أن كل من سبقت له الحسنى ، سواء عبد أو لا فهو مبعد عن النار . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } أي عن جهنم . إن قلت : كيف ذلك مع قوله تعالى : { وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا } [ مريم : 71 ] والورود يقتضي القرب منها ؟ أجيب : بأن المراد مبعدون عن عذابها وألمها ، فإن المؤمنين إذا مروا على النار تخمد وتقول جز يا مؤمن ، فإن نورك قد أطفأ لهبي ، وهذا لا ينافي الورود . قوله : { يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } أي حركة تلهبها ، وفي هذا تـأكيد بعدهم عنها .