Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 93-96)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ } أي تفرقوا في أمرهم واختلفوا في دينهم ، وهذا إخبار من الله بأن الجميع لم يكونوا على دين واحد ، لسبق حكمته البالغة بذلك . والحكمة ذكر العبادة هنا ، والتقوى في المؤمنون ، وذكر الواو هنا والفاء هناك ، قيل تفنن ، وقيل لأن الخطاب هنا للكفار ، فناسبه ذكر التوحيد والخطاب هناك للرسل ، فناسبه ذكر التقوى ، وأتى بالواو هنا لأنها لا تقتضي الترتيب ، وهو المراد هنا ، فإن التفرق كان حاصلاً من قبل بخلاف ما يأتي ، فإن التفرق حصل بعد إرسال الرسل فناسبه الفاء . قوله : ( وهم طوائف اليهود والنصارى ) لا مفهوم له ، بل هذه الأمة افترقت ثلاثاً وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون في النار ، وواحدة ناجية كما في الحديث . قوله : { كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } تهديد للكفار . والمعنى أن الله تعالى لا يفلت أحداً ، بل كل من الثابت على الحق والزائغ عنه راجع إليه . قوله : { مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ } أي الأعمال الحسنة من فرض ونفل . قوله : { فَلاَ كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ } أي لا يمنع من ثوابه ولا يحرم منه ، فالكفران مصدر بمعنى الكفر الذي هو الجحود والإنكار ، فشبه منع الثواب بالكفر والجحود . قوله : { وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ } أي حافظون للعمل ، فلا يضيع منه شيء . قوله : { وَحَرَامٌ } خبر مقدم ، و { أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ } مبتدأ مؤخر . والمعنى رجوع أهل قرية أهلكناها ممتنع ، وقوله : ( إلى الدنيا ) أي إلى إبقاء والمعيشة فيها وقيل إلى الإيمان ، يعني أن رجوعهم إلى الإيمان ممتنع لسبق الشقاء عليهم ، قال تعالى : { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ } [ الأنعام : 28 ] . قوله : ( غاية لامتناع رجوعهم ) أي فهي متعلقة بحرام غاية لما قبلها ، ويصح أن تكون ابتدائية ، وتكون الجملة مستأنفة . قوله : ( بالتشديد والتخفيف ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( بالهز وتركه ) قراءتان سبعيتان . قوله : ( اسم قبيلتين ) أي من بني آدم ، يقال إنهم تسعة أعشار بني آدم ، وتقدمت قصتهم . قوله : ( وذلك قرب القيامة ) أي بعد نزول عيسى وهلاك الدجال حين يأتي ويمكث أربعين يوماً ، يوم كسنة ، ويوم كشهر ؛ ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كباقي الآيام ، وفي الحديث فقلنا : يا رسول الله في اليوم الذي كسنة يكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا أقدر له قدره ، قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح ، فينزل عيسى على منارة بني أمية شرقي دمشق ، عليه حلتان همصرتان فيقتله ، ثم يخرج يأجوج ومأجوج من السد ، فيحصل للخلق جدب عظيم ، حتى تكون رأس الثور خيراً من مائة دينار ، ثم يدعو الله عيسى ، فيرسل الله عز وجل النغف في رقابهم فيهلكون جميعاً فتملأ رممهم وجيفهم الأرض ، فيدعو الله عيسى ، فيرسل الله عليهم طيراً كأعناق البخت ، فتحملهم وتطرحهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطراً ، فيغسل الأرض من آثارهم ، ثم يقول الله للأرض : أنبتي ثمرك ، فيكثر الرزق جداً ، ويستقيم الحال لعيسى والمؤمنين ، فبينما هم كذلك ، إذ بعث الله عليهم ريحاً لينة ، تقبض روح كل مؤمن ومسلم ، وتبقى أشرار الناس يتهارجون في الأرض كتهارج الجمر ، فعيلهم تقوم الساعة ، وبين موت عيسى والنفخة الأولى ، مائة وعشرون سنة ، لكن السنة بقدر شهر كما أن الشهر بقدر جمعهة ، والجمعة بقدر يوم ، واليوم بقدر ساعة ، فيكون بين عيسى والنفخة الأولى قدر اثنتي عشر سنة من السنين المعتادة ، وفي الحديث : " لا تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات : الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج ، وثلاثة خسوف ، خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم " . قوله : { وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ } أي يأجوج ومأجوج ، يتنشرون في الأرض ، ويسرعون فيها من كل مرتفع من الأرض .