Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 18-21)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ } عطف خاص على قوله : { مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } ونص عليها لما ورد : أن بعضهم كان يعبدها . قوله : { وَٱلْجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ } عطف خاص على { مَن فِي ٱلأَرْضِ } وخصها بالذكر لأن بعضهم كان يعبدها . قوله : ( أي يخضع له ) أشار إلى أن المراد بالسجود الخضوع والانقياد لله ، وهو أحد قولين ، وقيل المراد بالسجود حقيقته لأنه ورد : ما في السماء نجحم ولا شمس ولا قمر ، إلا يقع ساجداً حين يغيب ، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له ، وقال تعالى : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } [ الرعد : 15 ] . قوله : { وَكَثِيرٌ مِّنَ ٱلنَّاسِ } أشار المفسر إلى أنه معطوف على فاعل { يَسْجُدُ } . قوله : ( يشقه ) أي يحتم عليه الشقاء ، وهو عدم الاهتداء . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } أي فلا حرج عليه ولا منازع له في حكمه . قوله : { هَـٰذَانِ خَصْمَانِ } اسم الإشارة يعود على المؤمنين والكفار كما قال المفسر ، وسبب نزولها : تخاصم حمزة وعلى وعبيدة بن الحرث ، مع عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ، فكان كل من الفريقين يسب دين الآخر ، وقيل نزلت في المسلمين وأهل الكتاب ، حيث قال أهل الكتاب : نحن أولى بالله ، وأقدم منكم كتاباً ، ونبينا قبل نبيكم ، وقال المسلمون : نحن أحق بالله منكم ، آمنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب ، وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا وكفرتم حسداً . واختلف هل هذا الخصام في الدنيا والتعقيب بقوله : { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } الخ ، باعتبار تحقق مضمونه ، أو في الآخرة بدليل التعقيب ، ولذا قال علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه : أنا أول من يجثو يوم القيامة للخصومة بين يدي الله تعالى . قوله : ( وهو يطلق على الواحد والجماعة ) أي لأنه مصدر في الأصل ، والغالب استعماله مفرداً مذكرً ، وعليه قوله تعالى : { وَهَلْ أَتَاكَ نَبَؤُاْ ٱلْخَصْمِ } [ ص : 21 ] ويثنى ويجمع كما هنا . قوله : { ٱخْتَصَمُواْ } جمعه باعتبار ما احتوى عليه الفريق من الأشخاص ، فالجمع باعتبار المعنى كقوله تعالى : { وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ } [ الحجرات : 9 ] قوله : ( أي في دينه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ } أي قدرت على قدر جثثهم ، ففي الكلام استعارة تمثيلية ، حيث شبه إعداد النار وإحاطتها بهم ، بتفصيل ثياب لهم وسترها لأبدانهم وجمع الثياب ، لأن تراكم النار عليهم ، كالثياب الملبوس بعضها فوق بعض ، وهو أبلغ من مقابلة الجمع بالجمع . قوله : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ ٱلْحَمِيمُ } لما ذكر أن الثياب تغطي الجسد غير الرأس ، ذكر ما يصيب الرأس ، ولما ذكر ما يصيب ظاهر الجسد ، ذكر ما يصيب باطنه ، وهو الحميم الذي يذيب ما في البطون من الأحشاء ، لما في الحديث : " إن الحميم ليصب من فوق رؤوسهم ، فينفذ من جمجمة أحدهم حتى يخلص إلى جوفه ، فيسلب ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ، ثم يعاد كما كان " قوله : { وَ } ( تشوى به ) { ٱلْجُلُودُ } أشار بذلك إلى أن الجلود مرفوع بفعل مقدر ، لأن الجلود لا تذاب نظير : علفتها تبناً وماءً بارداً . ويصح أن يكون معطوفاً على ماء ، ويراد بالإذابة التقطع . قوله : { وَلَهُمْ مَّقَامِعُ } جمع مقمعة بكسر الميم آلة القمع أي الضرب والزجر .