Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 15-17)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ } هذه الآية مرتبطة بقوله : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ } [ الحج : 11 ] وأما قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } [ الحج : 14 ] الخ ، فهو معترض بين أوصاف الشك ، لجري عادة الله بذكر أهل الوعد إثر أهل الوعيد . والمعنى : من كان يظن من الكفار والشاكين في دينهم ، أن الله لا ينصر محمداً في الدنيا وفي الآخرة ، فليأت بحبل يشده في سقف بيته وفي عنقه ، ثم يختنق به حتى يموت ، فلينظر هل فعل هذا يذهب غيظه وهو نصرة محمد ؟ فالإتيان بالحبل والاختناق به ، كانية عن كونه يموت غيضاً ، فيكون بمعنى قوله تعالى : { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ } [ آل عمران : 119 ] وهذا هو المشهور في تفسير الآية ، ولذا مشى عليه المفسر . وقيل : إن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً ، فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء ، ثم ليقطع النصر عنه وينظر هل يذهب ما احتال به غيظه إن أمكنه ذلك ؟ قوله : ( بأن يقطع نفسه ) بالتحريك وهو إشارة إلى أن مفعول يقع محذوف . قوله : ( كما في الصحاح ) راجع لجميع ما ذكر من قوله : ( بحبل ) { إِلَى ٱلسَّمَآءِ } الخ ، و ( الصحاح ) بفتح الصاد اسم كتاب في اللغة ، للإمام أبي النصر إسماعيل بن حماد الجوهري . قوله : { مَا يَغِيظُ } { مَا } اسم موصول صفة لموصوف محذوف ، و { يَغِيظُ } صلته والعائد محذوف والتقدير الشيء الذي يغيظه . قوله : ( منها ) بيان لما الواقعة على نصرة النبي . قوله : ( حال ) أي من الهاء في { أَنزَلْنَاهُ } . قوله : ( على أنزلناه ) أي فالمعنى وأنزلنا أن الله يهدي من يريد ، أي ويضل من يريد ، ففي الآية اكتفاء ، قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الخ ، أي فالأديان ستة ، واحد للرحمن وأصحابه في الجنة ، وخمسة للشيطان وأصحابها في النار . قوله : { وَٱلْمَجُوسَ } قيل هم قوم يعبدون النار ، وقيل الشمس ، ويقولون : العالم له أصلان ، النور والظلمة ، وقيل هم قوم يستعملون النجاسات ، والأصل نجوس أبدلت النون ميماً . قوله : ( طائفة منهم ) أي من اليهود ، وقيل هم طائفة من النصارى . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } تعليل لقوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } . قوله : ( عالم ) أشار بذلك إلى أن الشهيد معناه الذي لا يغيب عنه شيء .