Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 34-38)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ } معناه أمرناهم عند ذبائحهم بذكر الله . قوله : { مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ } أي عند ذبحها ونحرها . قوله : ( انقادوا ) أي خضعوا وفوضوا أمورهم إليه ورضوا بأحكامه . قوله : ( المتواظعين ) هذا أصل معناه ، لأن الإخبات نزول الخبت ، وهو المكان المنخفض . قوله : { ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ } أي بأنهم سمعوا الذكر من غيرهم ، أو ذكروا بأنفسهم . قوله : ( من البلايا ) أي المحن بأن لا يجزعوا عند نزولها بهم . قوله : ( يتصدقون ) أي صدقة التطوع ، ويعلم منه أنهم يخرجون الزكاة الواجبة بالأولى . قوله : ( وهي الإبل ) أي فالبدن عند الشافعي خاصة بالإبل ، وقال أبو حنيفة : البدن الإبل والبقر ، وعلى كل حال ، فالبقر من شعائر الله أيضاً . قوله : { لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ } الجملة إما حالية أو مستأنفة . قوله : { فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا } أي بأن تقولوا عند ذبحها : بسم الله والله أكبر ، اللهم إن هذا منك وإليك . قوله : ( قائمة ) المناسب أن يقول قائمات . قوله : { فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا } كناية عن الموت وجمع الجنوب ، مع أن البعير إذا سقط عن النحر ، إنما يسقط على أحد جنبيه ، لأن ذلك الجمع في مقابلة جمع البدن . قوله : ( سقطت إلى الأرض ) أي فالوجوب السقوط ، يقال وجبت الشمس أي سقطت . قوله : { فَكُلُواْ مِنْهَا } أي إن كانت مستحية باتفاق ، وكذا إن كانت واجبة عند مالك ، إلا في جزاء الصيد وفدية الأذى والنذر إذا قصد به المساكين ، ولا يأكل من الواجبة عند الشافعي . قوله : { وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَانِعَ } أي المستغني بما أعطيه ، المتعفف عما في أيدي الناس ، الذي لا التفات له إليهم ، الذي قال الله في حق من اتصف بصفته { يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً } [ البقرة : 273 ] وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه : @ أمتُّ مطامعي فأرحت نفسي فإن النفس ما طمعت تهون وأحييت القنوع وكان ميتاً ففي إحيائه عرضي مصون إذا طمعٌ يحل بقلب شخص علته مهانة وعلاه هون @@ قوله : ( أي في مثل التسخير ) أي المفهوم من قوله صواف . قوله : ( وإلا لم تطق ) أي وإلا تسخرها لم يقدر على نحرها وركوبها . قوله : { لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا } رد لما كانت عليه المشركون من تشريح اللحم ، وجعله حول الكعبة ، وتضميخها بالدم ، تقريباً إلى الله تعالى . قوله : ( أي لا يرفعان إليه ) أي وإنما يرفع إليه العمل الصالح ومنه التصدق . قوله : { لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ } أي بأن تقولوا : الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أولانا . قوله : { وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي برضا الله والدرجات الرفيعة . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } مناسبة هذه الآية لما قبلها ، أن الله تعالى لما ذكر جملة من أفعال الحج والترغيب فيه ، وذكر أن الكفار يصدون الناس عن المسجد الحرام ، كأن قائلاً يقول : بأي شيء تتمكن الناس من الحج والهدايا مع وجود المانع ، فأنزل الله هذه الآية بشارة للمؤمنين ، وأنهم يتمكنون من المسجد الحرام ، ويدفع عنهم أعداءهم ، وهذه الآية وإن كان سبب نزولها ما ذكر ، إلا أن العبرة بعموم اللفظ ، ولذا حذف المعمول ليؤذن بالعموم ، فالمؤمنون مآلهم للعز والنصر والفوز الأكبر ، وإن امتحنوا ببلاء أو غيره ، فذلك لتكفير سيئاتهم ورفع درجاتهم ، فهم بخير على حال . قوله : ( غوائل المشركين ) قدره إشارة إلى أن المفعول محذوف لدلالة المقام عليه ، والغوائل جمع غائلة ، وهي ما يصيب الإنسان من المكروه . قوله : ( في أمانته ) مفرد مضاف أي أماناته ، وهي الأوامر والنواهي . قوله : ( وهم المشركون ) أي لأنهم خائنون كافرون في كل وقت ، وأما العصاة من المؤمنين فليسوا كذلك ، وهذا وعيد للكفار إثر وعيد المؤمنين ، لأن شأن الخائن يجازى على خيانته بالخزي والعقاب .