Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 28-33)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ } أي عند إعداد الهدايا وذبحها . قوله : ( عشر ذي الحجة ) أي وسميت معلومات ، لحرص الحجاج على علمها ، لأن وقت الحج في آخرها . قوله : ( إلى آخر أيام التشريق ) راجع للقولين قبله . قوله : { عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ } أي لأجل ما رزقهم . قوله : { فَكُلُواْ مِنْهَا } أمر إباحة لمخالفة ما كانت عليه الجاهلية من عدم الأكل من لحوم هداياهم ، فأمر الله بمخالفتهم واتفق العلماء على أن الهدي إذا كان تطوعاً جاز الأكل منه ، واختلفوا في الهدي الواجب ، فقال الشافعي : لا يأكل منه ، وقال مالك : يأكل من كل هدي وجب ، إلا من جزاء الصيد وفدية الأذى والنذر إذا قصد به المساكين ، وقال أصحاب أبي حنيفة : يأكل من دم التمتع والقران ، ولا ياكل من واجب سواهما . قوله : { ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ } أي بعد تمام حجهم وتحللهم ، لأن الواجب فعله يوم النحر أربعة أشياء على الترتيب : الرمي فالنحر فالحلق فطواف الإفاضة ، فبعد الفراغ منها ، حل له كل شيء كان محرماً عليه قبل الإحرام . قوله : ( بالتشديد والتخفيف ) هما قراءتان سبعيتان . قوله : ( لأنه أول بيت وضع ) وقيل سمي عتيقاً ، لأن الله أعتقه من تسلط الجبابرة عليه ، ومن الغرق لأنه رفع أيام الطوفان . قوله : ( أي الأمر أو الشأن ذلك ) أشارة بذلك إلى أن قوله : { ذٰلِكَ } خبر لمحذوف ، وهذا على عادة الفصحاء ، إذا ذكروا جملة من الكلام ، ثم أرادوا الخوض في كلام آخر ، يقولون هذا وقد كان كذا ، فهو يذكر للفصل بين كلامين ، أو بين وجهي كلام واحد . قوله : ( هي ما لا يحل انتهاكه ) أي وهي التكاليف التي كلف الله بها عباده ، من واجب وسنة ومندوب ومكروه وحرام ، وتعظيمها كناية عن قبولها والخضوع لها ، فتعظيمه في الواجب والسنة والمندوب فعل كل ، وفي المكروه والحرام ترك كل ، بل وترك ما يؤدي لذلك . قوله : { خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } أي قربة وطاعة يثاب عليها في الآخرة ، واسم التفضيل على بابه ، باعتبار ما يزعمه أهل اللهو والفسوق ، من أن من أطلق نفسه في الشهوات فقد أصاب حظه ، فهو خير باعتبار ما عندهم ، لاعتبار ما عند الله لما ورد : رب شهوة ساعة أورثت حزناً طويلاً . قوله : { ٱلأَنْعَامُ } أي الإبل والبقر والغنم . قوله : ( بعد الذبح ) أي أو النحر أو العقر . قوله : { إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } أي إلا مدلول الآية التي تتلى عليكم . قوله : ( فالاستثناء منقطع ) أي ووجهه أن في الآية ما ليس من جنس الأنعام ، كالدم ولحم الخنزير . قوله : ( ويجوز أن يكون متصلاً ) أي ووجهه العموم في قوله الأنعام ، لأن ظاهره حل الأنعام مطلقاً ، ولو منخنقة وموقوذة ومتردية ، فأفاد أن الحلال ما عدا ما في الآية . قوله : { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرِّجْسَ } هو في الأصل القذر والأوساخ ، وعبادة الأوثان قذر معنوي . قوله : { قَوْلَ ٱلزُّورِ } تعميم بعد تخصيص ، لأن عبادة الأوثان رأس الزور . قوله : ( أي الشرك بالله في تلبيتهم ) أي فإنهم كانوا يقولون : لبيك لا شريك لك . إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك . قوله : ( أو شهادة الزور ) أي الشهادة بما لا يعلم حقيقته . قوله : { حُنَفَآءَ للَّهِ } أي مخلصين له . قوله : ( حالان من الواو ) أي في { ٱجْتَنِبُواْ } لكن الأولى مؤسسة ، والثانية مؤكدة . قوله : { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ } الخ ، هذا مثل ضربه الله تعالى للمشرك ، والمعنى أنه شبه حال المشرك بحال الهاوي من السماء ، في أن كلاً لا يملك لنفسه حيلة حتى يقع ، فهو هالك لا محالة ، إما بتخطف الطير لحمه ، أو تفرقة الرياح لأجزائه ، في أمكنة بعيدة لا يرجى خلاصه . قوله : ( يقدر قبله الأمر مبتدأ ) أي واسم الإشارة خبر نظير ما تقدم . قوله : { شَعَائِرَ ٱللَّهِ } جمع شعيرة أو شعارة . قوله : ( وهي البدن ) فسرها بذلك ، وإن كانت الشعائر في الأصل أعلام الحج وأفعاله مراعاة للسياق . قوله : ( بأن تستحسن ) أي تختار حسنة ، بأن تكون غالية الثمن ، لما روي أن عمر أهدى نجيبة طلبت منه بثلاثمائة دينار . قوله : { مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } أي من امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، وقوله : ( منهم ) قدره إشارة إلى أن العائد محذوف . قوله : ( بما تعرف به ) أي بعلامة يعرف بها أنها هدي . ( كطعن حديدة بسنامها ) أي وشق الجلال وإخراج السنام من الشق ، وكتعليق النعال في رقبتها . قوله : ( كركوبها والحمل عليها ) أي وشرب لبنها الفاضل عن ولدها . قوله ؛ ( أي عنده ) أشار بذلك إلى أن { إِلَىٰ } بمعنى عند . قوله : ( والمراد الحرم جميعه ) أي لا خصوص الكعبة . قوله : ( أي ذبحاً قرباناً ) مفعول للمصدر الذي هو ذبحاً والمعنى أن يذبحوا القربان ، وقيل معنى منسكاً نوعا من التعبد والتقرب .