Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 45-49)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَكَأَيِّن } مبتدأ ، و { مِّن قَرْيَةٍ } تمييز ، وقوله : { أَهْلَكْنَاهَا } خبره ، وقوله : { وَهِيَ ظَالِمَةٌ } الجملة حالية . والمعنى عدد كثير من القرى أهلكتها ، والحال أنها ظالمة . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : ( أي أهلها ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف . قوله : { فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } أي تهدمت حيطانها ، فسقطت الحيطان فوق السقوف . قوله : { وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ } قدر المفسر ( كم ) الجار إشار إلى أنه معطوف على { قَرْيَةٍ } والمعنى عدد كثير من الآبار معطلة عن الاستقاء منها بموت أهلها ، وقيل أن البئر الواحدة معهودة ، وهي التي نزل عليها صالح مع أربعة آلاف نفر ممن آمن به ، ونجاهم الله من العذاب وهم بحضرموت . وسميت بذلك ، لأن صالحاً حين حضرها مات ، وهناك بلدة عند البئر اسمها حاضورا ، بناها قوم صالح ، وأمروا عليهم جلهس بن جلاس ، وأقاموا بها زماناً ، ثم كفروا وعبدوا صمناً ، وأرسل الله تعالى عليهم حنظلة بن صفوان نبياً فتقلوه ، فأهلكهم الله وعطل بئرهم وخرب قصورهم ، والمتبادر من الآية العموم ، ولذا مشى عليه المفسر . قوله : { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عطافة عليه تقديره : أغفلوا فلم يسيروا ؟ فهو تحريض لهم على السير ، ليشاهدوا آثار من قبلهم من الكافر ليعتبروا ، وهم وإن كانوا سافروا ، ولم يسافروا للاعتبار والنظر ، فجعلوا كأن لم يسافروا ولم يروا . قوله : { فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ } مفرع على قوله : { يَسِيرُواْ } فهو منفي أيضاً . قوله : ( ما نزل بالمذكبين ) مفعول يفعلون . قوله : ( أي القصة ) أي وما بعده تفسير له . قوله : { لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ } الخ ، أي فالخلل ليس في حواسهم الظاهرية ، وإنما هو في قلوبهم ، فترتب على ذلك أنهماكهم في الشهوات وعدم إذعانهم للحق ، لأن عمى القلب هو الضار في الدين ، لما ورد في الحديث : " ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب " . قوله : ( تأكيد ) أي قوله : { ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ } تأكيد للقلوب ، لأن من المعلوم أن القلوب حالة في الصدور ، ومنه قولهم : سمعت بأذني ونظرت بعيني . قوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ } أي يطلب كفار مكة تعجيل العذاب استهزاء حيث يقولون : أين ما توعدتنا به مع كوننا كذبناك كما كذبت الأمم الماضية رسلهم ؟ قوله : { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } تضمن ذلك نزول العذاب بهم في الدنيا ، وتضمن قوله : { وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ } الخ ؛ عذابهم في الآخرة ، فهم يعذبون مرتين : في الدنيا بالقتل والأسر ، وفي الآخرة بدخول النار الدائم . قوله : ( فأنجزه يوم بدر ) أي فقتل منهم سبعون ، وأسر سبعون من صناديدهم . قوله : { كَأَلْفِ سَنَةٍ } اقتصر على الألف ، لأنه منتهى العدد لا تكرار ، وهو كناية عن طول العذاب وعدم تناهيه . قوله : ( بالتاء والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ } أتى هنا بالواو لمناسبة ما قبلها في قوله : { وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً } الخ ، بخلاف الأولى ، فأتى بالفاء لمناسبة ما قبلها في قوله : { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } [ الحج : 44 ] فأتى في كل بما يناسبه . قوله : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } أي الموصوفون باستعجال العذاب ، وقد جرت عادة الله في كتابه ، أنه يخاطب المؤمنين : بيا أيها الذين آمنوا ، وكفار مكة : بيا أيها الناس . قوله : ( وأنا بشير للمؤمنين ) قدره إشارة إلى أن في الآية اكتفاء ، بدليل التعميم المذكور بعد .