Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 60-64)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ذٰلِكَ } ( الذي قصصناه عليك ) أي من وعد المؤمنين ووعيد الكفارين ، واسم الإشارة خبر لمحذوف تقديره الأمر الذي قصصناه عليك ، أي لا تغيير فيه ولا تبديل ، فهي كلمة يؤتى بها للانتقال من كلام إلى آخر . قوله : { وَمَنْ عَاقَبَ } العقاب مأخوذ من التعاقب ، وهو مجيء الشيء بعد غيره ، وحينئذ فقوله : { عَاقَبَ } بمعنى جازى حقيقة لغوية ، وأما قوله : { بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ } أتى به لمشاكلة الأولى للازدواج نظير { فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ } [ البقرة : 194 ] ، والباء في { بِهِ } للسببية . قوله : ( أي قاتلهم ) أي قاتل من كان يقاتله ، نزلت هذه الآية في قوم من المشركين ، لقوا قوماً من المسلمين ، لليلتين بقيتا من المحرم ، فقالوا : إن أصحاب محمد يكرهون القتال في الشهر الحرام فاحملوا عليهم ، فناشدهم المسلمون أن لا يقاتلوهم في الشهر الحرام فأبوا ، فحملوا عليهم وثبت المسلمون ونصرهم الله عليهم ، وإلى هذا يشير المفسر بقوله : { غَفُورٌ } ( لهم عن قتالهم في الشهر الحرام ) وقيل نزلت في قوم من المشركين ، مثلوا بقوم من المسلمين ، قتلوهم يوم أحد ، فعاقبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله ، وقل إنها عامة في النبي وأصحابه ، وذلك أن المشركين كذبوا نبيهم ، وآذوا من آمن به ، وأخرجوهم من مكة ، فوعد الله بالنصر محمداً وأصحابه فإنهم حزب الله ، والكفار حزب الشيطان . قوله : { غَفُورٌ } ( لهم ) أي ما فعلوه ، لأنهم فعلوه دفعاً عن أنفسهم ، لا تجرياً على المحرم . قوله : { ذٰلِكَ } مبتدأ ، و { بِأَنَّ ٱللَّهَ } خبره . قوله : ( بأن يزيد ) أي الآخر ، وقوله : ( ذلك ) أي الإيلاج ، فهو إشارة إلى أن الإيلاج دليل القدرة ، والقدرة دليل النصر ، لأن القادر على إدخال كل منهما في الآخر ، قادر على نصر أحبائه وخذلان أعدائه . قوله : { وَأَنَّ ٱللَّهَ } بالفتح في قراءة العامة ، عطف على أن الأولى ، وقرئ شذوذاً بالكسر استئنافاً . قوله : { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ } مبتدأ وخبر ، وقوله : { هُوَ } إما مبتدأ أو ضمير فصل . قوله : ( الثابت ) الذي لا يقبل الزوال أزلاً ولا أبداً . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( الزائل ) أي الفاني الذي لا بقاء له . قوله : { وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } نتيجة ما قبله من الأوصاف . قوله : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً } شروع في ذكر ستة أدلة على كونه هو الحق ، وما سواه باطل ، وفي الحقيقة كل دليل نتيجة للدليل الذي قبله ففي الأدلة الترقي في الاحتجاج والمعرفة فتأمل . الأول : إنزال الماء الناشئ عنه اخضرار الأرض . الثاني : قوله : { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } . الثالث : تسخير ما في الأرض . الرابع : تسخير الفلك . الخامس : إمساك السماء . السادس : الإحياء ثم الإماتة ثم الإحياء ثانياً . قوله : ( تعلم ) فسر الرؤية بالعلم دون الإبصار ، لأن الماء وإن كان مرئياً ، إلا أن كون الله منزلاً له من السماء غير مرئي . قوله : ( مطراً ) لا مفهوم له ، لأن النيل وماء الآبار من السماء ، إلا أن يقال اقتصر على المطر ، لأنه هو المشاهد نزوله من جهة السماء دون غيره . قوله : { فَتُصْبِحُ ٱلأَرْضُ مُخْضَرَّةً } عبر بالمضارع إشارة إلى استمرار النفع به بعد نزوله . قوله : ( بما في قلوبهم عند تأخير المطر ) أي من التأثر والقنوط . قوله : ( على جهة الملك ) أي فلا ملك لأحد معه .