Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 72-73)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فِي وُجُوهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وضع الظاهر موضع المضمر تبكيتاً عليهم . قوله : ( أي الإنكار لها ) أشار بذلك إلى أن المنكر مصدر ميمي على حذف مضاف . قوله : { يَكَادُونَ يَسْطُونَ } هذه الجملة حال ، إما من الموصول أو من الوجوه ، وضمن يسطون معنى يبطشون ، فعداه بالباء ، وإلا فهو متعد بعلى . قوله : { ٱلنَّارُ } قدر المفسر الضمير إشارة إلى أن النار خبر لمحذوف ، كأنه قيل : وما الأشر ؟ فقيل : هو النار . قوله : { وَعَدَهَا ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وعد يتعدى لمفعولين الهاء مفعول ثان مقدم ، و { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } مفعول أول مؤخر ، نظير قوله تعالى : { وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ } [ التوبة : 68 ] ويصح العكس ، بأن يجعل الضمير هو المفعول الأول ، و { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } هو المفعول الثاني ، وإليه يشير المفسر بقوله : ( بأن مصيرهم إليها ) حيث جعل الذين كفروا هو الموعود به ، والنار هي الموعودة . والمعنى جعل الله الكفار طعاماً للنار وعدها بهم ، والأول أنسب من جهة العربية ، لأن المفعول الأول شرطه صلاحيته للأخذ ، كأعطيت زيداً درهماً . قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } هذه الآية مرتبطة بقوله : { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً } [ الحج : 71 ] فالخطاب وإن كان لأهل مكة ، إلا أن المراد به عموم من كان يعبد الأصنام ، والمثل في اللغة مرادف للمثل والشبه والنظير ، ثم صار حقيقة عرفية في ما شبه مضربه بمورده ، كقولهم : الصيف ضيعت اللبن ، وليس مراداً هنا ، بل المراد به الأمر الغريب والقصة العجيبة ، وإليه يشير المفسر في آخر العبارة بقوله : ( هذا أمر مستغرب ) . قوله : { فَٱسْتَمِعُواْ لَهُ } أي اصغوا إليه لتعتبروا . قوله : ( وهو ) أي المثل المضروب . قوله : ( واحدة ذبابة ) أي ويجمع على ذبان بالكسر كغربان ، وذبان بالضم كقضبان ، وأذبة كأغربة ، مأخوذ من ذب إذا طرد ، وآب إذا رجع ، لأنه يذب فيرجع ، وهو أحرص الحيوانات وأجهلها ، لأنه يرمي نفسه في المهلكات . ومدة عيشه أربعون يوماً ، وأصل خلقته من العفونات ، ثم يتوالد بعضه من بعض ، يقع روثه على الشيء الأبيض فيرى أسود ، وعلى الأسود فيرى أبيض . قوله : { وَلَوِ ٱجْتَمَعُواْ لَهُ } الجملة حالية كأنه قال : انتفى خلقهم الذباب على كل حال ، ولو في حال اجتماعهم . قوله : { وَإِن يَسْلُبْهُمُ } أي يأخذ ويختطف منهم . قوله : ( مما عليهم من الطيب والزعفران ) الخ ، أي لأنهم كانوا يطلون الأصنام بالزعفران ، ورؤوسها بالعسل ، ويغلقون عليها الأبواب ، فيدخل الذباب من الكوى فيأكله ، وكانوا يحلونها باليواقيت والآلئ وأنواع الجواهر ، ويطيبونها بأنواع الطيب ، فربما سقط شيء منها ، فيأخذه طائر أو ذباب ، فلا تقدر الآلهة على استرداده . قوله : ( الملطخون بها ) المناسب أن يقول المتلطخين ، لأنه نعت سببي للطيب والزعفران . قوله : { لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ } أي لا يخلصون منه . قوله : ( عبر عنه بضرب المثل ) جواب عما يقال : إن الذي ضرب وبين ليس بمثل حقيقة ، فكيف سماه مثلاً ؟ فأجاب : بأن القصة العجيبة تسمى مثلاً ، تشبيهاً لها ببعض الأمثال في الغرابة .