Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 78-78)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَجَاهِدُوا فِي ٱللَّهِ } أي أعدائكم الظاهرية والباطنية ، فالظاهرية فرق الضلال والكفر ، ومجاهدتها معلومة ، ويسمى الجهاد الأصغر ، والباطنية النفس والهوى والشيطان ، ومجاهدتها الامتناع من شهواتها شيئاً فشيئاً ، ويسمى الجهاد الأكبر كما في الحديث ، ووجه تسميته أكبر ، أن الأعداء الظاهرية ، تحضر تارة وتغيب أخرى وتصالح ، وإذا قتلها الشخص أو قتلته فهو في الجنة ، بخلاف الأعداء الباطنية ، فلا تغيب أصلاً ، ولا يمكن الصلح معها ، وإذا قتلت صاحبها وغلبته فهو في النار . قوله : { حَقَّ جِهَادِهِ } من إضافة الصفة للموصوف ، أي جهاداً حقاً . قوله : { هُوَ ٱجْتَبَاكُمْ } أي اصطفاكم وجعلكم أمة وسطاً . قوله : { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } المراد بالدين أصوله وفروعه ، وحيث لم يشدد عليهم كما شدد على من قبلهم ، فمن ذلك قبول توبتهم إذا ندموا وأقعلوا ، ولم يجعل توبتهم قتل أنفسهم ، وإذا أذنب الشخص منهم ذنباً ، ستره الله ولم يفضحه في الدنيا ، بأن يجده مكتوباً في جبهته أو على باب داره ، كما كان فيمن قبلهم ، وجعل النجاسة تزال بالماء دون قطع محلها وغير ذلك ، إن قلت : كيف لا حرج في الدين ، من أن اليد تقطع بسرقة ربع دينار ، والمحصن يرجم بالزنا مرة ونحو ذلك ؟ أجيب : بأن رفع الحرج لمن استقام على منهاج الشرع ، وأما السراق وأصحاب الحدود ، فقد انتهكوا حرمة الشرع ، وانتقلوا من السهولة للصعوبة ، لأن الله لم يحرم المال مطلقاً ، ولا النكاح مطلقاً ، بل أحل أشياء وحرم أشياء ، فما جزاء من يتعدى الحدود ، إلا التشديد عليه . قوله : ( بنزع الخافض الكاف ) أي كلمة أبيكم ، فالتشبيه في أصول الدين وفي سهولة الفروع . قوله : { هُوَ سَمَّاكُمُ ٱلْمُسْلِمِينَ } أشار المفسر إلى أن الضمير عائد على الله تعالى ، وقيل الضمير عائد على إبراهيم . قوله : ( أي قبل هذا الكتاب ) أي في تفسير الكتب القديمة . قوله : { وَفِي هَـٰذَا } أي بقوله : { وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً } [ المائدة : 3 ] . قوله : { لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ } متعلق بسماكم واللام للعاقبة . قوله : ( داوموا عليها ) أي بشروطها وأركانها . قوله : { وَآتُواْ ٱلزَّكَـاةَ } لمستحقيها . قوله : ( ثقوا ) أي في جميع أموركم . قوله : { هُوَ } قدره إشارة إلى المخصوص بالمدح محذوف ، وحذفه من الثاني لدلالة هذا عليه .