Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 1-3)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( هذه ) { سُورَةٌ } أشار المفسر إلى أن { سُورَةٌ } خبر لمحذوف قدره بقوله : ( هذه ) والاشارة لما في علم الله لكونها في حكم الحاضر المشاهد ، ويصح أن تكون { سُورَةٌ } مبتدأ وجملة { أَنزَلْنَاهَا } صفة لها والخبر قوله : { ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي } والمعنى السورة المنزلة والمفروضة كذا وكذا ، والخبر محذوف ، والتقيدر فيما يتلى عليكم ، وهذا على قراءة الرفع ، وهي لعامة القراء ، وقرئ { سُورَةٌ } بالنصب بفعل مضمر يفسره { أَنزَلْنَا } فهو من با ب الاشتغال أو على الإغراء ، أي دونك سورة . قوله : { وَفَرَضْنَاهَا } أي أوجبنا ما فيها من الأحكام ايجاباً قطعياً . قوله : ( مخففاً ومشدداً ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَأَنزَلْنَا } كرر الإنزال لكال الاعتناء بشأنها . قوله : { آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } أي دلائل على وحدانية الله تعالى ، وقد ذكر في أول هذه السورة أنواع من الأحكام والحدود ، وفي آخرها دلائل التوحيد ، فقوله : { وَفَرَضْنَاهَا } إشارة إلى الأحكام ، وقوله : { وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } إشارة إلى الأدلة . قوله : ( بإدغام التاء الثانية ) أي بعد قلبها دالاً فذالاً أي وبتسكينها ، أي فهما قراءتان سبعيتان ، وبقيت ثالثة سبعية أيضاً وهي حذف إحدى التاءين . قوله : { ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي } مبتدأ ، والخبر محذوف تقديره فيما يتلى عليكم أو جملة { فَٱجْلِدُواْ } ودخلت الفاء لشبه المبتدأ بالشرط ، وعليه درج المفسر ، وقدمت المرأة في حد الزنا ، وأخرت في آية حد السرقة ، لأن شهوة الزنا في المرأة أقوى وأكثر ، والسرقة ناشئة من الجسارة والقوة ، وهي في الرجل أقوى وأكثر . قوله : ( لرجمهما بالسنة ) أشار بذلك إلى أن الزانية والزاني لفظ عام يشمل المحصن وغيره ، فالسنة أخرجت المحصن وبينت أن حده الرجم ، فصار الكلام في غيره . قوله : { فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا } الخ ، أي بسوط لين له رأس واحدة ، ويجرد الرجل من ثيابه ، والمرأة مما يقيها ألم الضرب ، وتوضع في قفة فيها تراب للستر . قوله : ( والرقيق على النصف مما ذكر ) أي الجلد والتغريب وهذا مذهب الشافعي ، وقال مالك : لا يغرب إلا الذكر الحر ، وأما المرأة والرقيق فلا يغربان . قوله : { وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا } قرأ العامة بالتأنيث مراعاة للفظ ، وقرئى شذوذاً بالياء التحتية . قوله : { رَأْفَةٌ } بسكون الهمزة وفتحها قراءتان سبعيتان ، وقرئ بالمد بوزن سحابة ، والرأفة أشد الرحمة ، ويقال رؤف بالضم والفتح والكسر ككرم وقطع وطرب . قوله : ( بأن تتركوا شيئاً من حدهما ) أي لأن إقامة الحدود فيها رضا الله لما ورد : " إقامة حد الله تعالى في الأرض ، خير من أن تمطروا أربعين صباحاً " . قوله : ( في هذا ) أي : قوله : { إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ } الخ . قوله : ( تحريض ) أي حث على ما قبل الشرط وهو قوله : { وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ } فالواجب الغضب لله واستيفاء الحدود اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال : " لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها " . قوله : ( وهو جوابه ) أي كما هو رأي الكوفيين ، قوله : ( أو دال ) أي كما هو رأي البصريين . قوله : { وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا } الأمر للندب ، والطائفة الفرقة التي يمكن أن تكون حلقة . قوله : ( قيل ثلاثة ) الخ ، القولان للشافعي ، وعند مالك أقل من ذلك أربعة . قوله : ( أي المناسب لكل منهما ما ذكر ) أي فهذا زجر لمن يريد نكاح الزانية ، والمعنى أن الزاني يرغب في نكاح الزانية أو المشركة ، والزانية ترغب في نكاح الزاني أو المشرك . قوله : { وَحُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي لما فيه من المفاسد ، كالطعن في النسب ، والتعرض للتهم ، والتشبه بالفساق ، فالواجب التزويج بالعفيفات لما في الحديث : " تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس " . قوله : ( نزل ذلك ) أي الآية ، وحينئذ فالمطابق لسبب النزول هو الجملة الثانية ، وإنما ذكر الأولى زيادة في التنفير . قوله : ( وهو موسرات ) أي غنيات . قوله : ( خاص بهم ) أي ولم ينسخ إلى الآن . قوله : { وَأَنْكِحُواْ ٱلأَيَامَىٰ } [ النور : 32 ] جمع أيم ، وهي من ليس لها زوج ، بكراً أو ثيباً ، ومن ليس له زوجة ، وهو يشمل الزاني والزانية وغيرهما فغاية الأمر أن نكاح الفاسق والفاسقة مكروه .