Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 33-34)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً } أي ليجتهدوا في طلب العفة وتحصيل أسبابها ، وذلك يكون بالتباعد عن الغلمان والنساء ، ويكون بملازمة الصوم والرياضة ، لما في الحديث : " من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ، ويكون بترك استعمال العقاقير التي تقوي الشهوة واستعمال ضدها " . قوله : ( أي ما ينكحون به ) أي فالمصدر بمعنى اسم المفعول ككتاب بمعنى مكتوب . قوله : ( عن الزنا ) قدرة إشارة إلى أن متلعق يستعفف محذوف . قوله : { وَٱلَّذِينَ } أسم موصول مبتدأ و { يَبْتَغُونَ } صلته و { الْكِتَابَ } معمول ليبتغون ، وقوله : { مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } حال من فاعل { يَبْتَغُونَ } ، وقوله : { فَكَاتِبُوهُمْ } الجملة خبر ، وقرن بالفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط . قوله : ( بمعنى المكاتبة ) أي وهي مفاعلة ، لأن السيد كتب على نفسه العتق ، والعبد كتب على نفسه النجوم . قوله : { فَكَاتِبُوهُمْ } الأمر للندب . قوله : ( أي أمانة ) أي في دينه . قوله : ( وقدرة على الكسب ) أي بحرفة وغيرها . قوله : { وَآتُوهُمْ } الأمر قيل للندب وقيل للوجوب . قوله : ( حط شيء ) أي وهو أفضل من الإعطاء ، لأنه قد يصرفه في غير جهة الكتابة ، والأفضل أن يكون ذلك الحط في آخر نجم . قوله : { وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ } جمع فتاة ، ولا مفهوم للإكراه ، بل الرضا بالزنا من الكبائر ، وإنما عبر به لأنه سبب النزول . قوله : { عَلَى ٱلْبِغَآءِ } هو مصدر بغت المرأة تبغي بغاء ، أي زنت ، وهو مختص بزنا النساء . قوله : { إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً } لا مفهوم له ، بل يحرم الإكراه على الزنا وإن لم يردن التحصن ، وإنما نص على ذلك ، لأنه الواقع من عبد الله بن أبي الذي نزلت في حقه الآية . قوله : ( محل الإكراه ) أي فلا يتحقق الإكراه إلا عند تلك الارادة ، وأما عند ميلهن له فذلك باختيارهن فلا يتصور الإكراه حينئذ ، فالتقييد لأجل صحة قوله : { تُكْرِهُواْ } . قوله : ( كان يكره جواريه ) أي وكن ستاً فشكا ثنتان منهن للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية . قوله : { غَفُورٌ } ( لهن ) أي ما وقع منهن ، لأن المكره وإن لم يكن آثماً ، فلربما يحصل منه بعض ميل ، والإكراه المبيح للزنا هو خوف القتل أو الضرب المؤدي له أو لتلف عضو ، أما القتل فلا يباح تخوف القتل ، بل يسلم نفسه ولا يقتل غيره ، وأما ترك الصلاة مثلاً ، فالإكراه عليه يحصل بالضرب ونحوه . قوله : ( بفتح الياء وكسرها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( بين فيها ما ذكر ) راجع للفتح ، وقوله : ( أو بينة ) راجع للكسر . قوله : { وَمَثَلاً } عطف على آيات . قوله : ( أي من جنس أمثالهم ) أشار بذلك إلى أن في الآية حذف مضافين ، والأصل { وَمَثَلاً } من جنس أمثال الذين خلوا .