Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 43-46)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ تَرَ } الخطاب لكل عاقل لا خصوص النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن من تأمل ذلك حصل له العلم به . قوله : { ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ } أي بين أجزائه ، لأن كل جزء سحاب ، وبهذا اندفع ما قيل : إن بين لا تدخل إلا على متعدد ، وإلى هذا يشير المفسر بقوله : ( بضم بعضه إلى بعض ) الخ ، قوله : { رُكَاماً } الركام الشيء المتراكم بعضه على بعض . قوله : { فَتَرَى ٱلْوَدْقَ } أي تبصره . بقوله : ( مخارجه ) أي ثقبه ، فالسحاب غربال المطر ، قال كعب : لولا السحاب حين ينزل المطر من السماء ، لأفسد ما يقع عليه من الأرض . قوله : { وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ } أشار بذلك إلى أن السماء كما ينزل منها المطر الذي هو نفع للعباد ، ينزل منها بعض الجبال التي هي البرد ، وهو ضر للعباد ، فسبحان من جعل السماء منشأ للخير والشر . قوله : ( زائدة ) الحاصل أن من الأولى ابتدائية لا غير . والثانية فيها ثلاثة أوجه : قيل زائدة ، وقيل ابتدائية ، وقيل تبعيضية ، وهو الأحسن ، والثالثة فيها أربعة أوجه الثلاثة المتقدمة ، وقيل بيانية ، وهو الأحسن ، وحينئذ فيكون المعنى على ذلك ، وينزل بعض جبال كائنة في السماء التي هي البرد ، إنزالاً ناشئاً ومبتدأ من السماء . قوله : { فِيهَا } الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لجبال . قوله : ( بدل بإعادة الجار ) هذا راجع لقوله : { مِن جِبَالٍ } والمناسب للمفسر أن يقول أو بدل ، فيكون قولاً ثانياً ، لأن هذا لا يتأتى على جعلها زائدة ، بل على جعلها ابتدائية . قوله : { فَيُصِيبُ بِهِ } أي بالبرد . قوله : { سَنَا بَرْقِهِ } هو بالقصر في قراءة العامة معناه الضياء ، وأما بالمد فمعناه الرفعة ، وليس مراداً . قوله : ( أي يحفظها ) أشار بذلك إلى أن الباء في الأبصار للتعدية ، والمعنى يذهبها بسرعة ، لأن الضوء القوي يذهب الضعيف ، ومن ذلك قوله الفقهاء : إذا فعل رجل بآخر فعلاً أذهب بصره ، وأريد أن يقتص منه بإذهاب بصره ، فإنه يؤتى له بمرآة وتوضع في الشمس ، ويجلس الشخص قبالتها ، وتقلب المرأة يميناً وشمالاً ، فإن ذلك يخطف بصره . قوله : ( أي ويأتي بكل منها بدل الآخر ) أي ويقصر هذا ويطول هذا ، وفي هذا رد على من ينسب الأمور للدهر . قوله : { لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } جمع بصيرة ، وخصهم بالذكر لأنهم المنتفعون بذلك ، حيث يتأملون فيجدون الماء والنور والنار والظلمة تخرج من شيء واحد ، فسبحان القادر على كل شيء . قوله : ( على قدرة الله ) متعلق بدلالة . قوله : ( أي حيوان ) أشار بذلك أن المراد بالدابة ، ما دب على وجه الأرض ، لا خصوص ذوات الأربع . قوله : ( أي نطفة ) هذا بحسب الغالب في الحيوانات الأرضية ، وإلا فالملائكة خلقوا من النور ، والجن خلقوا من النار ، وآدم خلق من الطين ، وعيسى خلق من النفس الذي نفخه جبريل في جيب أمه ، والدود تخلق من الفاكهة والعفونات ، وقيل المراد بالماء حقيقته لما ورد : أن الله خلق ماء ، وجعل بعضه ريحاً ونوراً ، فخلق منه الملائكة ، وجعل بعضه ناراً فخلق منه الجن ، وجعل بعضه طيناً فخلق منه آدم . قوله : { فَمِنْهُمْ } الضمير راجع لكل باعتبار معناه ، وفيه تغليب العاقل على غيره ، حيث أتى بضمير جماعة الذكور العقلاء في الجميع . قوله : { مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ } قدمه لغرابته وسماه شيئاً مشاكلة لما بعده ، وإلا فهو زحف . قوله : ( كالحيات والهوم ) بالتشديد أي خشاش الأرض ، وأدخلت الكاف الدود والسمك . قوله : ( كالإنسان والطير ) أي النعام . قوله : { وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ } أي ومنهم من يمشي على أكثر ، كالعقارب والعنكبوت والحيوان المعروف بأم أربع وأربعين ، وإنما لم يصرح بهذا القسم لندوره ولدخوله في قوله : { يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } أي مما ذكر ومما لم يذكر . قوله : { لَّقَدْ أَنزَلْنَآ } اللام موطئة لقسم محذوف ، أي والله لقد أنزلنا ، الخ ، قوله : { مُّبَيِّنَاتٍ } بكسر الياء وفتحها قراءتان سبعيتان . قوله : { وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ } أشار بذلك إلى أن الهدى بيد الله وعنايته ، فلا يتهدي إلا من حفه الله بالعناية ، فليس ظهور الآيات سبباً في الاهتداء دون عناية الله .