Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 63-64)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لاَّ تَجْعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيْنَكُمْ } أي نداءه بمعنى لا تنادوه باسمه فتقولوا : يا محمد ، ولا بكنيته فتقولوا : يا أبا القاسم ، بل نادوه وخاطبوه بالتعظيم والتكريم والتوقير بأن تقولوا : يا رسول الله ، يا إمام المسلمين ، يا رسول رب العالمين ، يا خاتم النبيين ، وغير ذلك ، واستفيد من الآية أنه لا يجوز نداء النبي بغير ما يفيد التعظيم ، لا في حياته ولا بعد وفاته ، فبهذا يعلم أن من استخف بجنابه صلى الله عليه وسلم فهو كافر ملعون في الدنيا والآخرة . قوله : ( وخفض صوت ) أي لقوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } [ الحجرات : 2 ] وهذ الآداب كما تكون في حق النبي ، تكون في حق حملة شريعته ، فينبغي لتلاميذه الأشياخ ، أن يفعلوا معهم هذه الآداب ويتخلقوا بها ، ليحصل لهم الفتوح والفلاح . قوله : { ٱلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ } أي يذهبون واحداً بعد واحد ، لأن المنافقين كانوا يجتمعون مع الصحابة إذا رقي النبي المنبر ، فإذا كثر الناس نظروا يميناً وشمالاً ، ويخرجون واحداً بعد واحد ، إلى أن يذهبوا جميعاً . قوله : { لِوَاذاً } حال من الواو في { يَتَسَلَّلُونَ } من التلاوذ ، وهو الاستتار ، بأن يغمز بضعهم بعضاً بالخروج . قوله : { فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ } الخ ، مرتب على ما قبله ، وضمن { يُخَالِفُونَ } معنى يعرضون ، فعداه بعن . قوله : { أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ } { أَن } وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول يحذر ، أي إصابة فتنة . قوله : { أَوْ يُصِيبَهُمْ } { أَوْ } مانعة خلو تجوز الجمع . قوله : { أَلاۤ إِنَّ للَّهِ } الخ كالدليل لما قبله . قوله : { قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ } { قَدْ } للتحقيق ، والمعنى أن الله يعلم الأمر الذي في قلوب المنافقين ، من المخالفة والإعراض عن أوامر الله تعالى . قوله : { وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ } معطوف على { مَآ } أي يردون إليه ، وهو يوم البعث . قوله : { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ } أي يخبرهم بأعمالهم ، فيثيبهم على الحسنات ، ويعاقبهم على السيئات .