Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 1-1)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ٱلْفُرْقَانَ } من الفرق فعله فرق من باب قتل ، وبها قرئ قوله تعالى : { فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } [ المائدة : 25 ] وقرئ شذوذاً من باب ضرب ، وهو بالتخفيف في المعاني ، وبالتشديد في الاجسام ، ويقال فرقت بين الكلامين ، ، وفرقت بين العبدين ، والصحيح أنهما بمعنى واحد في المعاني والأجسام . قوله : ( القرآن ) أي ويسمى به البعض ، كما يسمى به الكل ، فالسورة الواحدة تسمى فرقاناً ، والجميع يسمى فرقاناً ، لأنه معجز للبشر ، وفارق بين الحق والباطل ، كلاً أو بعضاً ، ويصح أن يراد به جملة القرآن ، ويكون نزل مستعملاً في حقيقته ، بالنسبة لما نزل إذ ذاك ، وبمعنى المستقبل بالنسبة لما سينزل . قوله : ( لأنه فرق بين الحق والباطل ) أي ميز بينهما ، وقيل لأنه نزل مفرّقاً في أوقات كثيرة . قوله : { عَلَىٰ عَبْدِهِ } إنما وصفه بهذا الوصف ، لأنه أشرف الأوصاف وأعلاها . قوله : { لِيَكُونَ } علة لقوله : { نَزَّلَ } والضيمر عائد على النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه أكبر مذكور ، ويصح أن يكون عائداً على الفرقان ، أو المنزل ، وهو الله تعالى ، والأوضح الأول . قوله : ( دون الملائكة ) أشار بذلك إلى الإنذار خاص بالإنس والجن ، لأن الملائكة لا تجوز عليهم المعاصي والمخالفة لعصمتهم من ذلك ، وأن كان النبي عليه الصلاة والسلام أرسل لهم إرسال تكليف بما يليق بهم على المعتمد . والحاصل : أن إرسال النبي صلى الله عليه وسلم للثقلين إرسال تكليف ، وكذا للملائكة ، وأما للحيوانات التي لا تعقل والجمادات فإرسال تشريف . قوله : { نَذِيراً } أي وبشيراً ، وإنما اقتصر على الإنذار ، لأن السورة مكية ، وفي ذلك الوقت لم يصلحوا للتبشير .