Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 2-2)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } نعت للموصول الأول ، أو بيان أو بدل أو خبر لمحذوف ، أي هو الذي ، أو منصوب على المدح ، وما بعده من تمام الصلة ، فلا يلزم عليه الفصل بأجنبي بين الموصول الأول والثاني ، على جعله تابعاً له . قوله : { وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً } رد على اليهود والنصارى . قوله : { وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ } رد على عباد الأصنام . قوله : { وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } كالدليل لما قبله ، لأن الخالق لكل شيء لا شريك له ولم يتخذ ولداً . قوله : ( من شأنه أن يخلق ) دفع بذلك ما يقال : إنه دخل في الشيء ذاته تعالى وصفاته . فأجاب : بأن المراد بالشيء ما شأنه أن يتعلق به الخلق ، وهو المعدوم . قوله : ( سواه تسوية ) أي عدله تعديلاً ، بأن جعله على شكل حسن ، ودفع بذلك ما قيل : إن الآية فيها قلب ، لأن الخلق متأخر عن التقدير ، لأن التقدير أزلي ، لأنه تعلق العلم والأرادة الأزلي ، والخلق حادث لأنه تعلق القدرة التنجيزي الحادث ، فأجاب : بأن التقدير معناه التصوير على شكل حسن ، ولا شك أن ذلك حاصل بعد إيجاده على طبق العلم والإرادة ، وهذا سر قول الغزالي : ليس في الإمكان أبدع مما كان ، لأن ما أوجده الله من المخلوقات تعلق به العلم والإرادة أزلاً ، فوجد على طبق ذلك ، فإذا كان كذلك ، كان التغيير لذلك مستحيلاً ، لأنه حينئذ ينقلب علم الله جهلاً ، وهو لا تتعلق به القدرة . إن قلت : يشكل على هذا قوله تعالى : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } [ إبراهيم : 19 ] وقوله تعالى : { إِنَّا لَقَٰدِرُونَ * عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْراً مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } [ المعارج : 40 - 41 ] فإنه يقتضي أن في قدرة الله إذهاب هذا العالم والإتيان بغيره . أجيب : بأن ما في الآية باعتبار التعلق الصلاحي للقدرة والتجويز العقلي ، وما قاله الغزالي باعتبار التعلق التنجيزي الذي حصل متعلقه . قوله : ( أي الكفار ) أي المعلومون من قوله : { لِلْعَالَمِينَ } .