Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 59-60)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( هو ) { ٱلَّذِي } أشار بذلك إلى أن الموصول خبر لمحذوف ، وهذه الجملة سيقت تحريضاً للتوكل عليه تعالى ، فإن من كان قادراً على ذلك ، فهو حقيق بالتوكل عليه . قوله : { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } أي فالأرض في يومين الأحد والاثنين ، وما عليهما في يومين الثلاثاء والأربعاء ، والسماوات في يومين الخميس والجمعة ، وفرغ من آخر ساعة من يوم الجمعة . قوله : ( أي في قدرها ) دفع بذلك ما يقال : إن الأيام لم تكن موجودة إذ ذاك . قوله : ( والعدول عنه ) أي عن الخلق في لمحة . قوله : ( التثبيت ) أي التأني والتؤدة في الأمور ، وعدم العجلة فيها ، لما ورد : أن العجلة من الشيطان ، واستثنى العلماء من ذلك مسائل اقراء الضيف ، وتزويج البكر ، وتجهيز الميت ، والصلاة في أول وقتها ، وقضاء الدين ، وتعجيل الأوبة للمسافر بعد قضاء حاجته ، والتوبة من الذنب . قوله : ( هو في اللغة سرير الملك ) أي ومنه قوله : ( أيكم يأتيني بعرشها ) والمراد هو جسم عظيم محيط بالعالم فوق السماوات السبع . قوله : ( بدل من ضمير استوى ) ويصح أن يكون خبر المحذوف ، أو خبر الذي خلق . قوله : ( أي استواء يليق به ) هذا إشارة لمذهب السلف وهم من كانوا قبل الخمسمائة ، ومذهب الخلف تفسير الاستواء بالاستيلاء عليه والتصرف فيه ، وهو أحد معاني الاستواء ، واستدلوا لذلك بقول الشاعر : @ قد استوى بشر على العراق من غير سيف ودم مهراق @@ وفي قوله : { ٱلرَّحْمَـٰنُ } إشارة إلى أن الله تعالى استوى على العرش بوصف الرحمة فوسع العالمين ، وكان سقف الجنة لا بوصف الجلال ، وإلا لذاب ولم يبق له أثر . قوله : { فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً } { بِهِ } متعلق بخيراً ، قدم لرعاية الفاصلة . والمعنى اسأل يا محمد خبيراً بصفاته تعالى ، وليس خبيراً بصفاته إلا هو سبحانه وتعالى ، ويصح أن يكون الجار والمجرور متعلقاً باسأل ، والباء بمعنى عن . والمعنى اسأل عنه خبيراً ، أي عالماً بصفاته ، يطلعك على ما خفي عليك ، والخبير يختلف باختلاف السائل ، فإن كان السائل النبي عليه الصلاة والسلام ، فالخبير هو الله ، وإن كان السائل أصحابه ، فالخبير النبي ، وإن كان السائل التابعين فالخبير الصحابة عن الله وهكذا ، فآل الأمر إلى أن المشايخ العارفين ، يفيدون الطالب عن الله ، وفيه دليل على وجوب معرفة التوحيد . قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ } أي لكفار مكة . قوله : { قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ } أي ظناً منهم أن المراد به غيره تعالى ، لأنهم كانوا يطلقون الرحمن على مسليمة الكذاب . قوله : ( وبالفوقانية والتحتانية ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( والآمر محمد ) أي على كل من القراءتين . قوله : ( ولا نعرفه ) راجع لقوله : { لِمَا تَأْمُرُنَا } فكان المناسب ذكره بلصقه . قوله : ( لا ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري . قوله : ( تعاظم ) أي انفراد بالعظمة ، لأن من كانت هذه أوصافه ، فهو منفرد بالكبرياء والعظمة ، وتقدم أن لفظة تبارك من الصفات الجامعة ، تفسر في كل مقام بما يناسبه .