Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 58-58)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱلْحَيِّ ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ } لما قدم أن الكافر خارج عن طاعة ربه ، وعن طاعة رسوله ، وأمر الرسول أن لا يسألهم أجراً على تبليغه ، أمره بالاعتماد عليه تعالى ، ليكفيه شرورهم ويغنيه عن أجورهم ، فإنه الحقيق بأن يتوكل عليه دون الأحياء الذين يموتون ، فإنهم إذا ماتوا ، ضاع من توكل عليهم ، والتوكل هو وثوق القلب بالله تعالى في جميع الأمور ، من غير اعتماد على الأسباب وإن تعاطاها . قوله : { ٱلَّذِي لاَ يَمُوتُ } صفة كاشفة ، لأن معنى الحي في حقه تعالى ، ذو الحياة الأبدية التي يستحيل عليها الموت والفناء ، ووصفه بالحياة بهذا المعنى مستلزم ، لاتصافه بوجوب الوجود والقدم والبقاء وجميع الصفات الوجودية والسلبية . قوله : { وَسَبِّحْ } أي نزهه عن كل نقص . قوله : { بِحَمْدِهِ } الباء للملابسة كما قال المفسر ، أي وصفه بالكمالات . قوله : ( أي قل سبحان الله والحمد لله ) أي فذلك بجمع التسبيح والتحميد ، لأن معنى تسبيح الله ، تنزيه الله عن كل نقص ، ومعنى الحمد لله ، كل كمال ثابت لله ، فهاتان الكلمتان من جوامع الكلم التي أوتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهما من جملة الباقيات الصالحات وغراس الجنة التي بقيتها لا إله إلا الله والله أكبر ، وحكمة تأخير لا إله إلا الله عن هاتين الجملتين ، ليكون النطق بها عن معرفة ويقين ، فهي نتيجة ما قبلها ، والله أكبر نتيجة الثلاثة فيها ، لأنه إذا تنزه عن النقائص ، واتصف بالكمالات ، وثبت أنه لا إله غيره ، فقد انفرد بالكبرياء والعظمة . وحكمة الاقتصار هنا على التسبيح والتحميد ، لأنهما مستلزمتانت للجملتين بعدهما . قوله : { وَكَفَىٰ بِهِ } الباء زائدة في الفاعل . قوله : ( عالماً ) أي بالمذنب والطائع . قوله : ( تعلق به ) أي بخبيراً . قوله : ( بذنوب ) أي لفظ بذنوب وقدم لرعاية الفاصلة ، والمعنى أن الله قادر على مجازاة الخلق في كل وقت ، فلا ينظر الإنسان لعيوب الناس ولا طاعاتهم ، بل عليه بنفسه ، ويفوض أمره إليه .