Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 63-69)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ } الخ ، لما ذكر أحوال المنافقين والكفار وما آل إليه أمرهم ، ذكر هنا أوصاف المؤمنين الكاملين ، ووصفهم بأوصاف ثمانية ، بها تنال المراتب العالية ، وإضافتهم اليه تعالى للتشريف ، وإلا فكل المخلوقات عباد لله ، ويقال إضافتهم له من حيث كونه رحماناً ، لكونهم مظهر الرحمة وستختص بهم في الآخرة . قوله : ( وما بعده ) أي من الموصولات الثمانية التي أولها . قوله : { ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ } وآخرها قوله : { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا } [ الفرقان : 74 ] . قوله : ( إلى أولئك ) أي وهي الخبر كما سيذكره هناك . قوله : ( غير المعترض فيه ) أي وهو قوله : { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً } إلى قوله : { مَتاباً } وهو ثلاث آيات . وحاصل ما ذكره من الأوصاف ، أن بعضها متعلق بالخلق ، وبعضها متعلق بالخالق . قوله : { هَوْناً } هو مصدر هان كقال . قوله : ( أي بسكينة ) أي تؤدة وتأن . قوله : { الجَاهِلُونَ } أي السفهاء . قوله : { قَالُواْ سَلاَماً } أي مع القدرة على الانتقام ، فالمراد الإغضاء عن السفهاء وترك مقابلتهم في الكلام ، وهذا الخلق من أعظم الأخلاق لما في الحديث : " كاد الحليم أن يكون نبياً " . وفي الحديث : " يبلغ الحليم بحلمه ما لا يبلغه الصائم القائم " . والآثار في ذلك كثيرة . قوله : { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ } شروع في ذكر معاملتهم للخالق أثر معاملتهم للخلق ، وخص البيتوتة بالذكر ، لأن العبادة بالليل أبعد عن الرياء ، وفي الحديث : " لا زال جبريل يوصيني بقيام الليل ، حتى علمت أن أمتي لا ينامون " وأخر الليل مراعاة للفواصل . قوله : ( أي يصلون بالليل ) هذا صادق بصلاة العشاء والصبح في جماعة ، ولكن كلما كثرت الصلاة بالليل كان خيراً . قوله : { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } الخ ، أي فهم مع حسن المعاملة للخالق وللخلق ، ليس عندهم غرور ولا أمن من مكر الله ، بل هم خائفون من عذابه ، وجلون من هيبته . قوله : { إِنَّ عَذَابَهَا } الخ ، تعليل لقولهم : { رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ } . قوله : { كَانَ غَرَاماً } أي علمه تعالى . قوله : ( أي لازماً ) أي لزوماً كلياً في حق الكفار ، ولزوماً بعده خروج في حق عصاة المؤمنين . قوله : { إِنَّهَا سَآءَتْ } الفاعل ضمير مستتر يفسره التمييز المذكور ، والمخصوص بالذم محذوف قدره بقوله قوله : { مُسْتَقَرّاً } هما بمعنى واحد ، وهو الذي يشير اليه المفسر ، وقيل مستقراً ، لعصاة المؤمنين ومقاماً للكافرين . قوله : ( فتح أوله ) أي مع كسر التاء وضمها ، من باب ضرب ونصر ، وقوله : ( وضمه ) أي مع كسر التاء لا غير ، فالقراءات ثلاث سبعيات . قوله : ( أي يضيقوا ) أي على عيالهم مع يسارهم . قوله : { وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً } هو بمعنى قوله تعالى : { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ } [ الإسراء : 29 ] الآية . قوله : { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا } الخ ، شروع في بيان اجتنابهم للمعاصي ، اثر بيان إتيانهم الطاعات . قوله : { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي لا يقتلون النفس المحرمة بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق ، بأن تكون مستحقة للقتل ، كالمرتد والزاني المحصن والقاتل . قوله : ( أي واحداً من الثلاثة ) في بعض النسخ أي ما ذكر ، وهو المناسب لقوله : { يُضَاعَفْ } لأن المشرك إذا ارتكب المعاصي مع الشرك تضاعف له العقوبة . قوله : ( وفي قراءة يضعف ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، وكل منهما مع جزم الفعل ورفعه ، فالقراءات أربع سبيعات . قوله : ( بدلاً ) أي من يلق بدل اشتمال . قوله : { مُهَاناً } أي ذليلاً حقيراً .