Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 76-77)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { خَالِدِينَ فِيهَا } أي لا يموتون ولا يخرجون . قوله : ( وأولئك ) أي الواقع مبتدأ ، وقوله : ( وما بعده ) أي قوله : { يُجْزَوْنَ } الواقع خبره . قوله : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي } الخ ، لما ذكر أوصاف المؤمنين الكاملين ، أفاد أن المدار على تلك الأوصاف التي بها العبادة لله ، فلولا العبادة الواقعة من الخلق ، لم يكترث بهم ولم يعتد بهم عنده ، فإن الإنسان خلق ليعرف ربه ويبعده ، وإلا فهو شبيه بالبهائم ، قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] ففي العبادة يتنافس المتنافسون ، وبها يفوز الفائزون . قوله : { لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } ( إياه ) أشار بذلك إلى أن المصدر مضاف لفاعله . قوله : { فَسَوْفَ يَكُونُ } ( العذاب ) أي الذي دل عليه قوله : { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } . قوله : { لِزَاماً } مصدر لازم كقاتل قتالاً ، والمراد هنا اسم الفاعل ، وفي الآية تهديد لكفار مكة . قوله : ( فقتل منهم يوم بدر سبعون ) الخ ، روى الشيخان عن عبد الله بن مسعود قال : خمس قد مضين ، الدخان واللزام والروم البطشة والقمر ، وقوله خمس أي خمس علامات دالة على قيام الساعة قد وقعن بالفعل ، فالدخان هو قوله تعالى : { يَوْمَ تَأْتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } [ الدخان : 10 ] والمراد به شيء يشبه الدخان ، وقد نزل بقريش من شدة الجوع ، صار الواحد يرى كأنه بينه وبين السماء دخاناً ، والقمر في قوله تعالى : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } [ القمر : 1 ] والروم في قوله تعالى : { غُلِبَتِ ٱلرُّومُ * فِيۤ أَدْنَى ٱلأَرْضِ } [ الروم : 2 - 3 ] والبطشة في قوله تعالى : { يَوْمَ نَبْطِشُ ٱلْبَطْشَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } [ الدخان : 16 ] وهي القتل يوم بدر ، واللزام هو الأسر يومها . قوله : ( دل عليه ما قبلها ) أي وهو قوله : { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي } والتقدير لولا دعاؤكم ، أي طلبكم من الله رفع الشدائد ، وأنتم تتعلقون بأستار الكعبة ، ما يعبأ بكم ، أي ما يكترث بكم فلا يرفعها عنكم ، وقوله : { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } أي دمتم على تكذيبه بعد إخراجه من بينكم ، فسوف يكون العذاب لازماً لكم ، لا يرد عنكم ، ولا يقبل منكم دعاء فتدبر .