Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 215-223)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ } أي فبعد الإنذار تواضع لمن آمن منهم ، وتبرأ ممن بقي على كفره ، ولا تخف من تحزبهم واجتماعهم وكثرتهم ، فإن الله حافظك وناصرك عليهم فتوكل عليه . قوله : ( بالواو والفاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعلى الواو هو معطوف على قوله : { وَأَنذِرْ } ، وعلى الفاء هو بدل من قوله : { فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ } . قوله : { عَلَى ٱلْعَزِيزِ } أي الغالب على أمره ، القاهر لكل معارض لأمره . قوله : { ٱلرَّحِيمِ } أي بالمؤمن الممتثل لأمره . قوله : { حِينَ تَقُومُ } أي منفرداً ، قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } أي مع الجماعة . قوله : ( إلى الصلاة ) لا مفهوم لها ، بل يراه حين يقوم للجهاد وللخطبة وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من سائر تنقلاته ، وإنما خص الصلاة ، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ، ولأن قرة عينه فيها لما في الحديث : " وجعلت قرة عيني في الصلاة " والمراد برؤيته إياه ، زياد تجلي الرحمة عليه ، وإلا فرؤيه الله حاصلة لكل مخلوق . قوله : { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } { فِي } على كلام المفسر بمعنى مع وقيل إن { فِي } على بابها ، والمراد بالساجدين المؤمنون . والمعنى : يراك متقلباً في أصلاب وأرحام المؤمنين ، من آدم إلى عبد الله فأصوله جميعاً مؤمنون ، وأورد على هذا آزر أبو إبراهيم فإنه كان كافراً . وأجيب بجوابين الأول أنه كان عمه وسام أبيه تارح ، الثاني أنه كان أباه حقيقة ، وقولهم إن أصوله صلى الله عليه وسلم ليسوا كفاراً محله ما دام النور المحمدي في الواحد منهم ، فإذا انتقل لمن بعده ، فل مانع من أن يعبد غير الله ، وحينئذ فآزر ما كفر ، إلا بعد انتقال النور منه إلى إبراهيم ولده . قوله : { هَلْ أُنَبِّئُكُمْ } الخ ، هذا رد لقولهم إنه كاهن . قوله : { عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } الجار والمجرور متعلق بتنزل ، والجملة في محل نصب ، سادة مسد المفعول الثاني والثالث إن جعل { أُنَبِّئُكُمْ } متعدياً لثلاثة ، ومسد الثاني فقط إن جعل متعدياً لاثنين . قوله : ( وغيره ) أي كالسطيح . قوله : ( من الكهنة ) جمع كاهن ، وهو الذي يخبر عن الأمور المستقبلة ، والعراف هو الذي يخبر عن الأمور الماضية . قوله : { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ } يحتمل أن الضمير عائد على الشياطني ، والمعنى يلقون ما سمعوه إلى الكهنة ، ويحتمل أنه عائد { عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ } ، والمعنى يلقون ما سمعوه من الشياطين إلى عوام الخلق ، أو المعنى يصغون إلى الشياطين بكليتهم حين يسمعون منهم . قوله : { وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } الضمير إما عائد على الشياطين أو الكهنة ، والأكثرية باعتبار الأقوال ، أي أكثر أقوالهم كاذبون فيها ، والأقل فيها صدق ، وليس المراد أن الأقل فيهم صادق ، بل الكل طبعوا على الكذب ، وأكثر الكلمات كذب وأقلها صدق . قوله : ( وكان هذا قبل أن حجبت الشياطين عن السماء ) دفع بذلك التناقض بين ما هنا وما تقدم في قوله : { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ } [ الشعراء : 212 ] وحاصل ذلك : أن هذه الآية إخبار من الله عن الشياطين قبل عزلهم عن السماوات ، وتمثيله بمسيلمة باعتبار ما كان قبل وجوده صلى الله عليه وسلم ، وأما بعد وجوده فلم يصل لمسيلمة ولا غيره شيء من الشياطين .