Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 208-214)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ } الخ ، أي إنه جرت عادته سبحانه وتعالى ، أنه لا يهلك أهل قرية إلا بعد إرسال الرسول اليهم وعصيانهم ، وذلك تفضل منه سبحانه وتعالى ، وإلا فلو أهلكهم من أول الأمر لا يعد ظالماً ، لأنه متصرف في مكله يحكم لا معقب لحكمه ، ففعله دائر بين الفضل والعدل . قوله : { إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ } الجملة صفة لقرية . فإن قلت : لم تركت الواو هنا وذكرت في قوله تعالى : { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ } [ الحجر : 4 ] ؟ أجيب : بأن الأصل ترك الواو ، وإذا زيدت كانت لتأكيد وصل الصفة بالموصوف كما في قوله : { سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ } [ الكهف : 22 ] . قوله : { ذِكْرَىٰ } مفعول لأجله ، أي لأجل تذكيرهم العواقب . قوله : { وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ } أي لا نفعل فعل الظالمين بأن نهلكهم قبل الإنذار ، بل لا نهلكهم إلا بعد إتيان الرسول وإمهالهم الزمن الطويل حتى يتبين لهم الحق من الباطل . قوله : ( رداً لقول المشركين ) مقول لقول محذوف ، تقديره إن الشياطين يلقون القرآن على لسانه ، فهو من جملة الكهنة . قوله : { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ } أي لا يمكنهم . قوله : { إِنَّهُمْ عَنِ ٱلسَّمْعِ } الخ ، علة لقوله : { وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ } . قوله : ( لكلام الملائكة ) إن كان المراد كلامهم بالوحي الذي يبلغونه للأنبياء ، فالشياطين معزولون عنه لا يصلون إليه أصلاً ، وإن كان المراد به المغيبات التي ستقع في العالم ، فكانوا أولاً يسترقونها ، فلما ولد صلى الله عليه وسلم منعوا من السماوات ، فلما بعث سلط عليهم الشهب ، وحينئذ فقد انسد باب السماء على الشياطين ، وانقطع نزولهم على الكهنة ، فبطل قول المشركين إن القرآن تنزلت به الشياطين على رسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله : { فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } نزل رداً لقول المشركين : اعبد آلهتنا سنة ونحن نعبد إلهك سنة ، والخطاب له صلى الله عليه وسلم والمراد غيره . قوله : ( رواه البخاري ومسلم ) أي فقد ورد أنه صلى الله عليه وسلم قال في إنذاره : " يا معشر قريش اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئاً ، يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله شيئاً ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا فاطمة بنت رسول الله سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئاً " . وفي رواية " أنه صلى الله عليه وسلم صعد على الصفا فجعل ينادي : يا بني فهر ، يا بني عدي ، لبطون من قريش قد اجتمعوا ، فجعل الذي لا يستطيع أن يخرج ، يرسل رسولاً لينظر ما هو ؟ فجاء أبو لهب وقريش فقال : أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ قالوا : ما جرينا عليك كذباً ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تباً لك ، ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } إلى آخر السورة " .