Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 3-7)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ } هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم ، والباخع من بخع من باب نفع : قتل نفسه من وجد أو غيظ . قوله : ( ولعل هنا للاشفاق ) أي فالترجي بمعنى الأمر ، والمعنى ارحم نفسك وارأف بها . قوله : ( أي أشفق عليها ) بقطع الهمزة من الرباعي وبوصلها من الثلاثي ، والأول إن تعدى بمن كان بمعنى الخوف ، وإن تعدى بعلى كان بمعنى الرحمة والرفق . قوله : { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ } الخ ، هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ببيان حقيقة أمرهم ، والمعنى لا تحزن على عدم إيمانهم ، فإننا لو شئنا إيمانهم لأنزلنا عليهم معجزة تأخذ بقلوبهم ، فيؤمنون قهراً عليهم ، ولكن سبق في علمنا شقاؤهم ، فعدم إيمانهم منا لا منهم ، فأرح نفسك من التعب القائم بها ، و { إِن } حرف شرط ، و { نَّشَأْ } فعل الشرط ، و { نُنَزِّلْ } جوابه . قوله : { آيَةً } أي معجزة تخوفهم ، كرفع الجبل فوق رؤوسهم ، كما وقع لبني إسرائيل . قوله : ( بمعنى المضارع ) أشار بذلك إلى أن قوله : { فَظَلَّتْ } مستأنف ، ويصح أن يكون معطوفاً على { نُنَزِّلْ } ، فهو في محل جزم . قوله : ( ولما وصفت الأعناق بالخضوع ) ألخ ، دفع بذلك ما يقال : كيف جمع الأعناف بجمع العقلاء ؟ فأجاب : بأنه لما ناسب الخضوع لها ، وهو وصف العقلاء ، جميعها بالياء والنون كقوله تعالى : { رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } [ يوسف : 4 ] { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } [ فصلت : 11 ] ، وإلا فكان مقتضى الظاهر أن يقول خاضعة ، وهناك أجوبة أخر ، منها أن المراد بالأعناق الرؤساء ، ومنها أن لفظ الأعناق مقحم والأصل فظلوا لها خاضعين ، ومنها غير ذلك . قوله : { مِّن ذِكْرٍ } { مِّن } زائدة ، وقوله : { مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ } { مِّنَ } ابتدائية . قوله : ( صفة كاشفة ) أي لأنه فهم من قوله : { يَأْتِيهِم } ، لأن التعبير بالفعل يفيد التجدد والحدوث . قوله : { إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } أي غير متأملين . قوله : ( عواقب ) أي وعبر عنها بالأنباء ، لأن القرآن أخبر عنها ، والمراد ننزل بهم مثل ما نزل بمن قبلهم . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ } أي إلى عجائبها ، والهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة عليه ، والتقدير أغفلوا ولم ينظروا إلى الأرض الخ ، وهذا بيان للأدلة التي تحدث في الأرض وقتاً بعد وقت ، تدل على أنه منفرد بالألوهية ، ومع ذلك استمر أكثرهم على الكفر . قوله : { كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا } { كَمْ } في محل نصب مفعول لأبنتنا ، و { مِن كُلِّ زَوْجٍ } تمييز لها . قوله : ( نوع حسن ) أي كثير النفع .