Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 27, Ayat: 17-17)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَحُشِرَ لِسْلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنْس } أي من الأماكن البعيدة ، وكان له نقباء ترد أول العسكر على آخره ، لئلا يتقدموا في السير ، قال محمد بن كعب القرظي : كان عسكر سليمان عليه السلام ، مائة فرسخ في مائة فرسخ ، خمسة وعشرون منها للإنس ، وخمسة وعشرون للجن ، وخمسة وعشرون للوحش ، وخمسة وعشرون للطير ، وقيل نسجت له الجن بساطاً من ذهب وحرير فرسخاً في فرسخ ، وكان يوضع فيه كرسيه في وسطه فيقعد ، وحوله كراسي من ذهب وفضة ، فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب ، والعلماء على كراسي الفضة ، والناس حوله ، والجن والشياطين حول الناس ، والوحش حولهم ، وتظلله الطير بأجنحتها حتى لا يقع عليه شمس ، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب ، فيها ثلاثمائة منكوحة يعني حرة ، وسبعمائة سرية ، فيأمر الريح العاصف فترفعه ، ثم يأمر الرخاء فتسير به . وروي عن كعب الأحبار أنه قال : كان سليمان إذا ركب ، حمل أهله وخدمه وحشمه ، وقد اتخذ مطابخ ومخابز فيها تنانير الحديد والقدور العظام ، تسع كل قدر عشرة من الإبل ، فيطبخ الطباخون ، ويخبر الخبازون ، وهو بين السماء والأرض ، واتخذ ميادين للدواب ، فتجري بين يديه ، والريح تهوي ، فسار في إصطخر يريد اليمن ، فسلك على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما وصل إليها قال سليمان : هذه دار هجرة نبي يكون آخر الزمان ، طوبى لمن آمن به ، وطوبى لمن اتبعه ، ولما وصل مكة ، رأى حول البيت أصناماً تعبد فجاوزه سليمان ، فلما جاوزه بكى البيت ، فأوحى الله اليه ما يبكيك ؟ قال : يا رب أبكاني أن هذا نبي من أنبيائك ، ومعه قوم من أوليائك ، مروا علي ولم يصلوا عندي ، والأصنام تعبد حولي من دونك ، فأوحى الله اليه لا تبك ، فإني سوف أملؤك وجوهاً سجداً ، وأنزل فيك قرآناً جديداً ، وأبعث منك نبياً في آخر الزمان ، أحب أنبيائي إلي ، وأجعل فيك عماراً من خلقي يعبدونني ، أفرض عليهم فريضة ، يحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها ، والحمامة إلى بيضها ، وأطهرك من الأوثان والأصنام وعبدة الشيطان ، ثم مضى سليمان حتى مروا بوادي النمل . قوله : ( يجمعون ثم يساقون ) أي يمنعون من التقدم حتى يجتمعوا ثم يؤمرون .