Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 2-5)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هُدًى } خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( هو ) فالجملة مستأنفة واقعة في جواب سؤال مقدر تقديره : ما فائدة الإتيان به ؟ وما الثمرة المترتبة عليه ؟ فأجاب بأنه { هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } قوله : ( أي هاد من الضلالة ) هذا أحد احتمالات في تفسير الهدى ، ويحتمل أن المراد ذو هدى ، أو بولغ فيه ، حتى جعل نفس الهدى على حد ما قيل في زيد عدل . قوله : { لِلْمُؤْمِنِينَ } حذف من الأول لدلالة الثاني عليه ، فالقرآن هدى للمؤمنين وبشرى لهم لا للكافرين بدليل قوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِيۤ آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى } [ فصلت : 44 ] وخص المؤمنين بالذكر لأنهم المعتنى بهم ، المشرفون بخدمته تعالى . قوله : ( يأتون بها على وجهها ) أي بشروطها وأركانها على الوجه الأكمل . قوله : { وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } أي الواجبة للأصناف الثمانية . قوله : { وَهُم } مبتدأ ، و { يُوقِنُونَ } خبره ، و { بِٱلآخِرَةِ } متعلق بيوقنون . قوله : ( يعلمونها بالاستدلال ) أي من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، فمن شك في ذلك فقد كفر . قوله : ( لما فصل بينه وبين الخبر ) أي بمتعلق الخبر وهو قوله : { بِٱلآخِرَةِ } . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } مقابل قوله : { هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } الخ ، على عادته سبحانه وتعالى ، متى ذكر وصف المؤمنين ، يعقبه بذكر ضدهم قوله : { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ } أي حسناها لهم بأن جعلناها محبوبة لأنفسهم ، وهي في الواقع ليست حسنة ، وإنما ذلك ليقضي الله أمراً كان مفعولاً ، قال الشاعر : @ يقضى على المرء في أيام محنته حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن @@ قوله : ( يتحيرون فيها ) أي لتعارض الشيطان وإخبار الرحمن ، ولم تكن لهم بصيرة يميزون بها الحسن ، من القبح ، فأهل الكفر متحيرون في كفرهم لكونهم في ظلمات ، ومن المعلوم أن السائر في الظلمات ، متحير بخلاف السائر في النور ، فأهل الإيمان مصدقون مصممون على اعتقادهم ، وأهل الكفر متشككون متحيرون . قوله : { هُمُ ٱلأَخْسَرُونَ } أي إن خسرانهم في الآخرة أشد من خسرانهم في الدنيا ، لدوام العذاب في الآخر .