Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 1-2)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ } الاستفهام يصح أن يكون للتقرير ، وحينئذ فيكون المعنى : يجب على الناس أن يعترفوا بأنهم لا يتركون سدى ، بل يمتحنون ويبتلون ، لأن الدنيا دار بلاء وامتحان ، أو التوبيخ ، وعليه فالمعنى لا يليق منهم هذا الحسبان ، أي الظن والتخمين ، بل الواجب عليهم علمهم بأنهم لا يتركون ، وحسب فعل ماض ، و { ٱلنَّاسُ } فاعله ، و { أَن } وما دخلت عليه في تأويل مصدر سدت مسد مفعولي حسب ، و { أَن يَقُولُوۤاْ } علة للحسبان ، وقوله : { وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } الجملة حالية مقيدة لقوله : { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ } ويكون المعنى : أحسب الناس أن يتركوا من غير افتتان بمجرد نطقهم بالشهادتين ، أو من أجل نطقهم بالشهادتين ، بل لا بد من امتحانهم بعد النطق بالشهادتين ، ليتميز الراسخ من غيره . قوله : ( بما يتبين به حقيقة إيمانهم ) أي من المشاق كالهجرة والجهاد ، وأنواع المصائب في الأنفس والأموال . قوله : ( نزل في جماعة ) أي كعمار بن ياسر ، وعياش بن أبي ربيعة ، والوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وكانوا يعذبون بمكة ، والمقصود من الآية تسلية هؤلاء ، وتعليم من يأتي بعدهم .