Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 3-4)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } الخ ، إما حال من الناس ، وحينئذ فالمعنى أحسبوا ذلك ، والحال أنهم علموا أن ذلك ليس سنة الله { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } [ الأحزاب : 62 ] أو من فاعل يفتنون ، والمعنى أحسنوا أن لا يكونوا كغيرهم ، ولا يسلكوا بهم مسالك الأمم السابقة ، روى البخاري عن خباب بن الأرت قال : " شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقال : ألا تستنصر ، ألا تدعو لنا ؟ فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل يحفر له في الأرض فيجعل فيها ، فيؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ، فما يصرفه ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله ، والذئب على غنمه ، ولكنكم كنتم تستعجلون " . قوله : { ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } الخ ، عبر في جانب الصدق بالفعل الماضي ، وفي جانب الكذب باسم الفاعل ، إشارة إلى أن الكاذبين وصفهم مستمر ، لم يظهر منهم إلا ما كان مخبأ ، وأما الصادقون فقد زال وصف الكذب عنهم ، وتجدد لهم الصدق ، فناسبه التعبير بالفعل . قوله : ( علم مشاهدة ) جواب عما يقال : إن علم الله لا تجدد فيه ، والجواب أن المراد ليظهر متعلق علم الله للناس ببيان الصادق من الكتاب . قوله : { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ } الخ ، انتقال من توبيخ إلى توبيخ ، فالأول توبيخ للناس على ظنهم بلوغ الدرجات بمجرد الإيمان ، من غير مشقة ولا تعب ، والثاني أشد منه ، وهو توبيخهم على ظنه أنهم يفوتون عذاب الله ويفرون منه ، مع دوامهم على الكفر . قوله : ( الذي ) ( يَحْكُمُونَـ ) ( ـه ) الخ ، أشار بذلك إلى أن { مَا } اسم موصول فاعل { سَآءَ } و { يَحْكُمُونَ } صلته ، والعائد محذوف ، بالذم محذوف قدره بقوله : ( حكمهم ) وهذا يصح أن تكون { مَا } مميزاً ، والفاعل ضمير مفسر بما قال ابن مالك :