Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 64-69)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ } أشار بذلك إلى أن الدنيا حقيرة لا تزن جناح بعوضة ، فينبغي للعاقل التجافي عنها ، ويأخذ منها بقدر ما يوصله للآخرة ، قال بعض العارفين : @ تأمل في الوجود بعين فكر ترى الدنيا الدنية كالخيال ومن فيها جميعاً سوف يفنى ويبقى وجه ربك ذو الجلال @@ قوله : { إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ } اللهو الاشتغال بما فيه نفع عاجل ، واللعب الاشتغال بما لا نفع فيه أصلاً . قوله : ( وأما القرب ) أي كالتوحيد والذكر والعبادة . قوله : ( بمعنى الحياة ) أي الدائمة الخالدة الي لا زوال فيها . قوله : ( ما آثروا الدنيا عليها ) جواب لو ، أي ما قدموا لذة الدنيا على الآخرة . قوله : { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي ٱلْفُلْكِ } الخ . أي وذلك لأن الكفار كانوا إذا ركبوا البحر حملوا معهم الأصنام ، فإذا اشتدت الريح ، ألقوها في البحر وقالوا : يا رب يا رب ، ودعوا الله مخلصين حالة الكرب . قوله : { إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } جواب لما ، والمعنى عادوا إلى شركهم لأجل كفرهم بما أعطاهم الله ، وتلذذهم بأعراض الدنيا ، فلم يقابلوا النعم بالشكر بخلاف المؤمنين . قوله : { لِيَكْفُرُواْ } اللام لام العاقبة والصيرورة ، وقوله : { وَلِيَتَمَتَّعُواْ } عطف عليه . قوله : ( وفي قراءة بسكون اللام ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أمر تهديد ) أي في الفعلين ، بدليل الوعيد المرتب عليهما بقوله : { فَسَوْفَ يَعلَمُونَ } فالحاصل أنه إذا سكت اللام في الثاني ، تعين كونها للأمر في الفعلين ، وإن لم تسكن كانت في الفعلين للعاقبة والصيرورة . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ } الهمزة داخلة على محذوف ، والواو عاطفة عليه ، والتقدير أعموا ولم يروا ، الخ . قوله : { وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ } الجملة حالية على تقدير المبتدأ ، أي وهم يتخطف ، الخ . قوله : ( أي لا أحد ) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي . قوله : { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } قال المفسرون : إن هذه الآية نزلت قبل الأمر بالجهاد لكونها مكية ، وحينئذ فالمراد بالجهاد فيها جهاد النفس ، قال الحسن : الجهاد مخالفة الهوى ، وقال الفضيل بن عياض : والذين جاهدوا في طلب العلم ، لنهدينهم سبل العمل به ، وقال سهل بن عبد الله : والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا . وقيل : الذين جاهدوا فيما علموا ، لنهدينّهم إلى ما لم يعلموا ، لما في الحديث : " من عمل بما علم علمه الله علم ما لم يعلم " وقوله : { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } أي طرق الوصول إلى مرضاتنا ، فالطريق هي العمل بالأحكام الشرعية ، وثمرتها الحقيقة ، وهي العلوم والمعارف المشار اليها بقوله تعالى : { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً } [ الجن : 16 ] . قوله : { لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } فيه إقامة الظاهر مقام المضمر ، لإظهار شرفهم بوصف الإحسان ، والمعنى وإن الله لمعهم بالعون والنصر والمحبة ، فهي معية خاصة ، واليها الاشارة بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : " فإذا أجبته كنت سمعه الذي يسمع به " الحديث .