Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 29, Ayat: 58-63)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } لما ذكر أحوال الكفار ، وما آل اليه أمرهم ، أتبعه بذكر أحوال المؤمنين ، وما آل إليه أمرهم . قوله : ( وفي قراءة بالمثلثة ) أي الساكنة بعد النون ، وبعدها واو مكسورة ثم ياء مفتوحة ، و ( غرفاً ) على هذه القراءة ، إما منصوب بنزع الخافض كما قال المفسر ، أو مفعول به بتضمين مثوى معنى نزل فيتعدى لاثنين ، قوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } أي الغرف . قوله : ( مقدرين الخلود ) { فِيهَا } أشار بذلك إلى أن قوله : { خَالِدِينَ فِيهَا } حال مقدرة ، أي أنهم حين الدخول يقدرون الخلود لأنه أتم في النعيم ، لسماعهم النداء من قبل الله : يا أهل الجنة خلود بلا موت . قوله : ( هذا الأجر ) أشار بذلك إلى أن المخصوص بالمدح محذوف . قوله : { ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ } نعت للعالمين ، أو خبر لمحذوف كما قال المفسر . قوله : ( لإظهار الدين ) متعلق بالهجرة . قوله : { وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } سبب نزولها : أنه صلى الله عليه وسلم لما أمر المؤمنين بالهجرة قالوا : كيف نخرج إلى المدينة ، وليس بها دار ولا مال ، فمن يطعمنا بها ويسقينا . وقوله : { لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا } أي لا تدخره لغد كالبهائم الطير ، قال سفيان بين عيينة : ليس شيء من الخلق يخبأ إلا الإنسان والفأرة والنملة . قوله : { ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } أي فلا فرق بين الحريص والمتوكل والضعيف والقوي في أمر الرزق ، بل ذلك بتقدير الله سبحانه وتعالى ، قال الله تعالى : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [ هود : 6 ] فينبغي للإنسان أن يفوض أمر الرزق له تعالى ، ولا ينافي هذا أخذه في الأسباب ، لأن الله تعالى أوجد الأشياء عند أسبابها لا بها ، فالأسباب لا تنكر ، ومن أنكرها فقد ضل وخسر . قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ } أي كفار مكة . قوله : { مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ } الخ ، أتى في جانب السماوات والأرض بالخلق ، وفي جانب الشمس والقمر بالتسخير ، إشارة إلى أن الحكمة في خلقهما التسخير الذي ينشأ عنه الليل والنهار ، اللذان بهما قوام العالم بخلاف السماوات الارض ، فالنفع في مجرد خلقهما . قوله : { فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } الاستفهام للتوبيخ . قوله : { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } أي فلا تركن لغيره ، فليس مالكاً لضر ولا نفع . قوله : { فَأَحْيَا بِهِ } أي النبات الناشئ عن الماء . قوله : { مِن بَعْدِ مَوْتِهَا } أي جدبها وقحط أهلها . قوله : ( فكيف يشركون به ) أي بعد إقرارهم . قوله : { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } أي والأقل يعقل ، ومن عقل منهم اهتدى وآمن .