Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 102-103)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { حَقَّ تُقَاتِهِ } صفة المصدر محذوف أي تقوى حق تقاته . قوله : ( بأن يطاع إلخ ) تصوير للتقوى حق التقوى ، وهذه أخلاق الأنبياء والمرسلين لعصمتهم وتكون الخواص عباد الله الذين على قدم الأنبياء ولذلك قال بعض العارفين : @ ولو خطرت لي في سواك إرادة على خاطري يوماً حكمت بردتي @@ ولكن ليس معنى ذلك أنه يكون كافراً يستحق الخلود في النار ، بل هذا لسان محب عاشق وردته نقصه عن مرتبة حبه إلى مرتبة أدنى منها في الحب ، وأما القرآن فنزل على أخلاق العوام لتعليمهم ما يحتاجون إليه من أمر الدين ، فنسخ الآية من حيث التكليف بهذا المعنى على سبيل الوجوب ، وأما الرقي لتلك المراتب فمما يتنافس فيه المتنافسون على سبيل التطوع والتقرب فتدبر . قوله : ( فنسخ بقوله إلخ ) أي فيقال في قوله : ( بأن يطاع ) بحسب الطاقة ، وقوله : ( فلا يعصى ) يعني أصلاً ، وكذا قوله : ( ويشكر ولا يكفر ويذكر فلا ينسى ) ويناسب الناسخة قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ } [ البقرة : 222 ] وقيل إن الآية ليست منسوخة بل آية { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } [ التغابن : 16 ] مبينة للمراد منها . قوله : { وَلاَ تَمُوتُنَّ } أي با بني قبيلة الأوس والخزرج ، قوله : { إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } أي لاف يكن منكم موت على حالة دون حالة الإسلام ، والمعنى دوموا على الإسلام إلى الممات ، ولا تغيروا ولا تبدلوا لئلا يصادفكم الموت في حالة التغيير ، قال المفسر في بعض كتبه وما شاع من تفسير قوله تعالى : { إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } متزوجون فهو باطل لا أصل له ، ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي ، وخص حالة الموت بذلك لأن ثمرة الأعمال تظهر في تلك الحالة والمدار عليها . قوله : { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ } أي حين الدخول في الإسلام . وقوله : { وَلاَ تَفَرَّقُواْ } أي فدوموا على الإجتماع ولا يكن منكم تفرقة . قوله : ( أي دينه ) أي والقرآن ، وفي الكلام استعارة حيث شبه الدين أو القرآن بالحبل ، واستعير اسم المشبه به وهو الحبل للمشبه ، وهو الدين أو القرآن على سبيل الاستعارة التصريحية الأصلية ، والجامع بينهما التوصل للمقصود في كل ، وإضافته للفظ الجلالة قرينة مانعة والاعتصام ترشيح ، وفيه استعارة تصريحية تبعية حيث شبه الوثوق بالإعتصام ، واستعار الإعتصام للوثوق ، واشتق من الإعتصام اعتصموا بمعنى ثقوا ، قوله : { إِخْوَاناً } خبر ثان لأصبحتم ، وقوله : ( والولاية ) أي النصرة أي ينصر بعضكم بعضاً . قوله : { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ } آي يزيدكم بياناً ما دام رسول الله فيكم ، قوله : { تَهْتَدُونَ } أي تدومون على الهداية وتزيدون فيها .