Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 104-105)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ } يحتمل أنها ناقصة ، وأمة اسمها ويدعون خبرها ، ومنكم إما ظرف لغو متعلق بتكن أو حال من أمة أو من الواو في يدعون أو تامة وأمة فاعلها ، وجملة يدعون صفة لأمة ومنكم حال أو متعلق بتكن قوله : { يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ } مفعوله هو وما بعده من يأمرون وينهون محذوف تقديره الناس . قوله : ( الإسلام ) إنما قصره عليه لأنه رأس الأمور ولأجل قوله بعد ( ويأمرون بالمعروف ) . قوله : { بِٱلْمَعْرُوفِ } المراد به ما طلبه الشارع ، إما على سبيل الوجوب كالصلوات الخمس وبر الوالدين وصلة الرحم ، أو الندب كالنوافل وصدقات التطوع . وقوله : { عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } المراد به ما نهى عنه الشارع ، إما عن سبيل الحرمة كالزنا والقتل والسرقة أو على سبيل الكراهة . قوله : ( ومن للتبعيض ) أي بناء على أن المخاطب بفرض الكفاية بعض غير معين أو معين في علم الله . قوله : ( كالجاهل ) أي فلا يأمر ولا ينهى ، لأنه ربما أمر بمنكر أو نهى عن معروف لعدم علمه بذلك . قوله : ( وقيل زائدة ) أي بناء على أن المخاطب بفرض الكفاية الجميع ويسقط بفعل بعضهم . قوله : ( أي لتكونوا أمة ) أي دعاة للخير آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر . قوله : ( وهم اليهود والنصارى ) أي فافترقت اليهود إحدى وسبعين فرقة واحدة ناجية والباقون في النار ، والنصارى اثنتين وسبعين فرقة والباقون في النار ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستفترق ثلاثاً وسبعين فرقة واحدة ناجية والباقون في النار ، وهذا التفرق من بعد الصحابة ، فالناجي من كان على قدم النبي والصحابة ، ويختلف في كل زمن بالقلة والكثرة ، ففي الصدر الأول كانوا ظاهرين أقوياء ، وكلما تقادم الزمان ازدادوا في الإختفاء ، لكن لا تنقطع الفرقة الناجية ما دام القرآن موجوداً . قال الله تعالى : { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ } [ الزمر : 23 ] الآية ، فلولا أن أهل القرآن الذين يتدبرونه موجودون لما بقي القرآن ، إن قلت إن دعاءهم مستجاب فهلا دعوا بإصلاح العالم مثلاً ؟ أجيب بأنهم لا يلهمون الدعاء بغير ما في علم الله ، فإذا علم الله أن العالم لا يصلح مثلاً فلا يلهمون ولا يوفقون للدعاء باصلاحه بل هم أشد الناس صبراً وتحملاً للمكاره ورضا بالقضاء والقدر وفي ذلك قلت : @ أرح قلبك العاني وسلم له القضا تفز بالرضا فالأصل لا يتحول علامة أهل الله فينا ثلاثة أما وتسليم وصبر مجمل @@ والتفرق المذموم إنما هو في العقائد لا في الفروع فإنه رحمة لعباد الله . قوله : { وَأُوْلَـٰئِكَ } مبتدأ وعذابان مبتدأ ثان ولهم متعلق بمحذوف خبر الثاني والثاني وخبره خبر الأول .