Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 10-12)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } قيل المراد بهم جميع من كفروا من أول الزمان إلى آخره ، وقيل المراد بهم نصارى نجران ، وقيل كفار مكة ، وعلى كل فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . قوله : { أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم } قدم الأموال لأن الشأن أن الشخص أول ما يقتدي بالأموال ثم بالأولاد ، والمعنى أن زينتهم وعزهم لا يدفع عنهم شيئاً من عقاب الله أبداً لا قليلاً ولا كثيراً . قوله : ( أي عذابه ) أشار بذلك إلى أن في الكلام حذف مضاف . قوله : { وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } هذه الجملة تأكيد للجملة الأولى . قوله : ( بفتح الواو ) بإتفاق السبعة ، وقرأ الحسن بضم الواو مصدر بمعنى الإيقاد . قوله : ( ما يوقد به ) أي وهو الحطب مثلاً . قوله : ( دأبهم ) { كَدَأْبِ } إشار بذلك إلى أن قوله كدأب خبر لمحذوف قدره بقوله دأبهم ، وهذا بيان لسبب كونهم وقود النار ، وفي ذلك تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي فلا تحزن يا محمد فإن ما نزل بالأمم الذين كفروا من قبلك ينزل بمن كفر بك . قوله : ( كعاد وثمود ) بيان الأمم وأدخلت الكاف باقي الأمم الذين كفروا بأنبيائهم ، كقوم نوح وقوم موسى وغيرهم . قوله : ( أهلكهم ) { بِذُنُوبِهِمْ } أي انتقم منهم دنيا وأخرى . قوله : ( والجملة مفسرة لما قبلها ) أي جملة كذبوا وما قبلها هي قوله كدأب آل فرعون . وأعلم أن هنا قال كذبوا بآياتنا ، وفي أية أخرى كفروا بآيات الله وفي آية أخرى كذبوا بآيات ربهم ، وحمكة ذلك التفنن في التعبير على عادة فصحاء العرب ، والباء في قوله بذنوبهم يحتمل أن تكون للملابسة ، والمعنى أخذهم الله والحال أنهم ملتبسون بذنوبهم يعني من غير توبة ، ويحتمل أن تكون للسببية والمعنى أخذهم الله بسبب ذنوبهم ، والأول أبلغ لأن فيه دفع توهم أن موتهم كفارة لما وقع منهم . قوله : ( ونزل لما أمر صلى الله عليه وسلم ) حاصل ذلك أنه لما رجع من غزوة بدر إلى المدينة ، جمع يهودها وهم قريظة وبنو النضير ، ودعاهم للإسلام وتوعدهم إن لم يسلموا أو يؤدوا الجزية قاتلهم ، فقالوا له ما ذكره المفسر . قوله : ( أغماراً ) جمع غمر بالضم وهو الرجل الذي لا يعرف الأمور ، وأما بالكسر فمعناه الحقد ، وبالفتح مع سكون الميم يطلق على الشدة ، واما بفتحتين فمعناه الدسم . قوله : ( من اليهود ) أي قريظة وبني النضير ومن حذا حذوهم كأهل خيبر . قوله : ( وبالتاء والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان فالتاء ظاهرة في الخطاب لهم والياء معناها الأخبار بأنهم سيغلبون . قوله : ( وقد وقع ذلك ) أي فقتل من فحول قريظة ستمائة حول الخندق ، وكان القاتل لهم علي بن أبي طالب ، وقوله : ( وضرب الجزية ) أي على أهل خيبر . وأما بنو النضير فأجلاهم إلى الشام . قوله : ( بالوجهين ) أي بالتاء والياء وهما سبعيتان أيضاً . قوله : { وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } المقصود من ذلك بيان سوء مآلهم ، قال تعالى : { لَهُمْ مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [ الأعراف : 41 ] ، قال تعالى : { يَوْمَ يَغْشَاهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } [ العنكبوت : 55 ] . قوله : ( هي ) هذا هو المخصوص بالذم وفاعل بئس قولهم المهاد .