Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 125-127)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { بَلَىۤ } حرف جواب أي وهو إيجاب للنفي في قوله تعالى : { أَلَنْ يَكْفِيكُمْ } [ آل عمران : 124 ] وأما جواب الشرط فهو قوله يمددكم . قوله : ( لأن أمدهم أولاً بها ) هذا إشارة لوجه الجمع بين ما هنا وبين ما يأتي . قوله : { مِّن فَوْرِهِمْ } يطلق الفور على قوة الغليان يقال فار القدر غلا ، ويطلق على الوقت الحاضر وهو المراد هنا . قوله : ( بكسر الواو ) أي اسم فاعل والمعنى معلمين أنفسهم آداب الحرب ، وقوله : ( وفتحها ) أي اسم مفعول بمعنى أن الله علمهم آدابه . قوله : ( وأنجز الله وعدهم ) أي فكلما حصل للمؤمنين ضعف زادهم الله من الملائكة . قوله : ( على خيل بلق ) أي وجوهها وأيديها وأرجلها بيض ، وقوله : ( وعليهم عمائم صفر أو بيض ) أي فما روايتان وجمع بأن جبريل كانت عمامته صفراء وباقيهم بيض . قول : ( أرسلوها ) أي طرفها ، ورد عن علي أنه قال كنت في قليب بدر فاشتدت ريح عظيمة فرأيت جبريل نزل بألفين من الملائكة فسار أمام المصطفى ، ثم اشتدت ريح فرأيت إسرافيل نزل بألفين من الملائكة فسار على يمينه . ثم اشتدت ريح فرأيت ميكائي نزل بألف فسار على يساره . واعلم أن قتال الملائكة من خصائص هذه الأمة وليس مخصوصاً بواقعة بدر ، بل ورد أن جبريل وميكائيل قاتلا مع النبي في أحد حين فرت أصحابه . قوله : ( أي الأمداد ) أي المفهوم من قوله يمددكم . قوله : { إِلاَّ بُشْرَىٰ } البشارة هي الخبر السار ، ولا تطلق على الضد إلا مقيدة ، كقوله تعالى : { فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [ آل عمران : 21 ] . قوله : { وَلِتَطْمَئِنَّ } معطوف على بشرى ، الواقع مفعولاً لأجله ، وجر باللام لعدم استيفائه شروط المفعول من أجله ، فإن فاعل الجعل الله ، وفاعل الطمأنينة القلوب ، فلم يتحد في الفاعل وشرطه الإتحاد . قوله : ( فلا تجزع من كثرة العدو ) ورد أن الملائكة كانت تقاتل وتقول للمؤمنين اثبتوا فإن عدوكم قليل والله معكم . قوله : ( وليس بكثرة الجند ) أي فلا تتوهموا أن النصر بكثرة العدد . قوله : ( متعلق بنصركم ) أي المتقدم في قوله : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدْرٍ } [ آل عمران : 123 ] . قوله : ( أي ليهلك ) إنما فسره بذلك لأن القطع يأتي لمعان منها التفريق كقوله تعالى : { وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً } [ الأعراف : 168 ] وليس مراداً هنا ، ومنها الهلاك وهو المراد . قوله : ( بالقتل ) أي وكانوا سبعين ، وقوله : ( والأسر ) أي وكانوا كذلك . قوله : { أَوْ يَكْبِتَهُمْ } الكبت بمعنى الكبد فتاؤه مبدلة من الدال وهو الغيظ الذي يحرق الكبد . قوله : ( لم ينالوا ما راموا ) أي ما قصدوه . قوله : ( لما كسرت رباعيته ) أي السنة التي بين الثنايا والناب ، وقوله : ( وشج وجهه ) أي غاصت في حلقه المغفر . قوله : ( وقال كيف يفلح قوم إلخ ) أي وقد عزم على أن يدعو عليهم كذا قيل ، والأقرب أن مقالة النبي حزناً على عدم إيمانهم فإن قصد النبي هداهم ، وحيث وقع منهم ذلك الفعل فهو دليل عدم إيمانهم فيفوت مقصد النبي ، فسلاه الله بالآية كما سلاه بقوله : { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ } [ الكهف : 6 ] . وبقوله : { إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } [ القصص : 56 ] . وقوله : ( يوم أحد ) أي وقيل نزلت في أهل بئر معونة ، وهم سبعون رجلاً من القراء بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بئر معونة ، وهي بين مكة وعسفان ، ليعلموا الناس القرآن والعلم ، وأمره عليهم المنذر بن عمرو ، وكان ذلك في صفر سنة أربع من الهجرة فخانهم عامر بن الطفيل وقتلهم عن آخرهم . فاشتد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلاه الله بذلك .