Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 122-124)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ } أي أرادت ولما كان الهم بالمعصية لا يكتب مدحهم الله بقوله : { وَٱللَّهُ وَلِيُّهُمَا } وأما الطاعة فيكتب ، وأما العزم فيكتب خيراً أو شراً ، وما دون ذلك من مراتب القصد لا يكتب أصلاً لا خيرا ولا شراً . قال بعضهم : @ مراتب القصد خمس هاجس ذكروا فخاطر فحديث النفس فاستمعا يليه هم فعزم كلها رفعت سوى الأخير ففيه الأخذ قد وقعا @@ قوله : ( بنو سلمة ) أي وهم من الخزرج ، وقوله : ( وبنو حارثة ) أي وهم من الأوس . قوله : ( وأصحابه ) أي وكانوا ثلثمائة . قوله : ( علام نقتل أنفسنا وأولادنا ) أي لأي شيء نقتل قوله : ( وقال ) أي عبد الله بن أبي ومقول القول قوله : ( لو نعلم قتالاً إلخ ) . قول : ( القائل له ) صفة لأبي جابر . قوله : ( أنشدكم الله ) أي أحلفكم بالله ، وقوله ( في نبيكم وأنفسكم ) أي في حفظهما قوله : ( فثبتهما الله ) أي الطائفتين بعد أن حصلت لهما التفرقة أولاً ، وشج وجه رسول الله وكسرت رباعيته وضرب نيفاً وسبعين ضربة ما بين سهم وسيف ، وطلحة بن عبيد الله أحد العشرة يلقاها عن رسول الله ، وحينئذ نادى إبليس والمنافقون في الناس إن محمداً قد مات ، وكان صلى الله عليه وسلم في محل منخفض فأراد الصعود ليراه المسلمون فلم ينهض ، فحمله طلحة على ظهره وقد كان على المصطفى درعان ، فما رآه المسلمون فرحوا وصاروا يأتون إليه من كل فج كالناقة الغائب عنها ولدها إذا رأته ، فحصل الثبات والنصر وباتت الهزيمة على الكفار ، قوله : ( ناصرهما ) أي ولم يؤاخذهما بذلك لهم . قوله : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ } هذا الكلام تسلية للنبي وأصحابه فيما وقع لهم في غزوة أحد ، يعني أنه سبق لكم النصر فلا تحزنوا بحصول تلك الشدة ، وحكمتها تمييز المنافق من المؤمن لا الهزيمة كما قال تعالى : { وَمَآ أَصَابَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } [ آل عمران : 166 ] . قوله : ( موضع بين مكة والمدينة ) أي فسميت الواقعة باسم الموضع ، وقيل إن بدراً اسم بئر حفرها رجل يقال له بدر فسمي المكان باسم ذلك الرجل . قوله : ( بقلة العدد والسلاح ) أي فلم يكن معهم إلا ثلاثة أفراس وثلاثة سيوف وكان عدتهم ثلثمائة وثلاثة عشر وعدة الكفار نحو ألف . قوله : أف { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } ( نعمه ) أي حديث نصركم مع كونكم أذلة فظفروا بهم وأخذوا شجعانهم ما بين قتيل وأسير . قوله : { إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ } سبب هذا القول أنه لما تلاقى الصفان جاء للصحابة خبر بأن كرز بن جابر يمد الكفار ويعينهم ، فحزنت الصحابة حزناً شديداً فأنزل الله تلك الآية . قوله : { أَلَنْ يَكْفِيكُمْ } الإستفهام إنكاري نظير ألست بربكم . قوله : ( يعينكم ) أي يزيدكم . قوله : { بِثَلاَثَةِ ءَالَٰفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ } إن قلت : ما الحاجة إلى ذلك العدد الكثير فإن جبريل وحده أو أي ملك كاف في قتال الكفار ؟ أجيب : بأن ذلك ينسب النصر لرسول الله والمؤمنين لقوله تعالى : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ } [ التوبة : 14 ] فلو هلكوا بشيء مما هلك به الأمم السابقة لم يكن في ذلك مزيد فخر للمؤمنين ولا شفاء لغيظهم ، لكونه خارجاً عن اختيارهم .