Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 169-171)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ } الخطاب قيل للنبي ، وقيل لكل من يصلح للخطاب ، و { ٱلَّذِينَ } مفعول أول و { أَمْوَاتاً } مفعول ثان و { بَلْ } للإضراب الإنتقالي و { أَحْيَاءٌ } خبر لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( وهم ) قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( في سبيل الله ) أي طاعته ، والمعنى لم يكن لهم قصد إلا إعلاء دينه ، قوله : { بَلْ أَحْيَاءٌ } بل للعطف ، وما بعدها خبر لمحذوف ، والجملة معطوفة على ما قبلها ، وهذه الحياة ليست كحياة الدنيا بل هي أعلى وأجل منها ، لأنهم يسرحون حيث شاءت أرواحهم . قوله : { عِندَ رَبِّهِمْ } خبر ثان ، والمعنى أنهم في كرامة ربهم وضيافته ، وقوله : { يُرْزَقُونَ } خبر ثالث . قوله : ( كما ورد في الحديث ) أي وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله جعل أرواح الشهداء في أجواف طيور خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل معلقة في ظل العرش " . وأما أجسادهم فمحلها القبور ، غير أن الأرواح لها تعلق بها ، فلذلك لا يحصل لأجسادهم بلاء ، فأرواحهم لها جولان عظيم من البرزخ إلى أعلى السماوات إلى داخل الجنان ، والطيور الخضر لها كالهوادج مع كونها متصلة بجسم صاحبها ، وما وصل للروح من النعيم يحصل للجسم أيضاً ، وذلك نظير النائم ، فإن النائم يرى أن روحه في المشرق أو في المغرب مع كونها متصلة بجسمه ، وكالأولياء الذين أعطاهم الله التصريف ، فإن الواحد منهم يكون جالساً في مكان ، وروحه تسرح في أمكنة متعددة ، وربك على كل شيء قدير ، ولذلك قال الله تعالى في آية البقرة : { وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } [ البقرة : 154 ] ومثل الشهداء الأنبياء بل حياة الأنبياء أجل وأعلى ، وأما المؤمنون غير الشهداء والأنبياء فأرواحهم تسرح من القبر إلى باب الجنة ، وتنظر ما أعد لها من النعيم المقيم ، لكن لا تدخلها إلى يوم القيامة ، وذلك يسمى عالم البرزخ ، واتساعه بالنسبة للدنيا كاتساع الدنيا بالنسبة لبطن الأم . قوله : { بِمَآ آتَاهُمُ } متعلق بقوله : { فَرِحِينَ } والذي آتاهم الله من فضله هو حياتهم ورزقهم قوله : { وَ } ( هم ) { يَسْتَبْشِرُونَ } أشار بذلك إلى أن يسبتشرون خير لمحذوف ، والجملة إما حالية من الضمير في فرحين أو مستأنفة ، قوله : ( بالذين لم يلحقوا بهم ) أي في الموت ، والمعنى أنهم يفرحون بما أعطاهم الله ، ويفرحون بما أعد لإخوانهم الذين لم يموتوا الآن ، سواء كانوا موجودين أو سيوجدون إلى يوم القيامة ، لدخولهم الجنة وإطلاعهم على منازل المؤمنين فيها . قوله : { مِّنْ خَلْفِهِمْ } حال من الواو في يلحقوا ، أي حال كون الذين لم يلحقوا بهم متخلفين عنهم . قوله : ( المعنى يفرحون ) أي المتقدمون ، وقوله : ( بأمنهم ) أي المتأخرين . قوله : { بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } أي لهم ولإخوانهم . قوله : ( بالفتح عطفاً على نعمة ) أي ويكون المعنى يستبشرون بنعمة من الله وفضل وبأن الله لا يضيع إلخ ، وقوله : ( والكسر ) استئنافاً أي في معنى العلة لما قبله ، والقراءتان سبعيتان .