Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 175-178)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } أشار بذلك إلى أن يخوف ينصب مفعولين الكاف المقدرة مفعول أول وأولياء مفعول ثاني ، والمعنى يخوفكم شر أوليائه وهم الكفار . قوله : { وَلاَ يَحْزُنكَ } نزلت تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . قوله : ( بضم الياء إلخ ) قراءتان سبعيتان ولغتان مشهروتان ، الأولى من أحزن ، والثانية من حزن . قوله : ( يقعون فيه ) أشار بذلك إلى يسارعون مضمن معنى يقعون فعداه بفي إشارة إلى أنهم تلبسوا بالكفر وليسوا بخارجين عنه . قوله : ( بنصرته ) أي الكفر بمقاتله النبي وأصحابه . قوله : { إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيْئاً } علة للنفي وهو على حذف مضاف تقديره لن يضروا ألوياء الله شيئاً ، وإنما أسند الضرر لنفسه تشريفاً لهم ، كأن محاربة المسلمين محاربة له . إن قلت : إن قتلهم للمؤمنين مشاهد وهو ضرر فكيف ينفى ؟ أجيب : بأنه ليس بضرر بل هو شهادة فالمؤمنون فائزون على كل حال قتلوا أو قتلوا ، والكافرون خاسرون على كل حال قتلوا أو قُتلوا . قوله : { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } أي جزاء لمسارعتهم في الكفر ونصرتهم له . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُاْ ٱلْكُفْرَ بِٱلإِيمَانِ } هذه الجملة مؤكدة لما قبلها . قوله : ( أي أخذوه بدله ) يعني تركوا الإيمان واختاروا الكفر . قوله : { وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } إنما وصف العذاب هنا بكونه أليماً ، لأن من اشترى سلعة وخسر فها تألم منها ، ووصفه فيما تقدم بالعظيم ، لأن المسارعة للشيء تقتضي عظمه . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فعلى التاء الخطاب للنبي ، وقوله : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } مفعول أو لتحسبن ، وقوله : { أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ } في محل المفعول الثاني ، وهو تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ، والمعنى لا تظن أن إمهال الكافر بطول عمره وأكله من رزق الله ومقاتلته في أولياء الله خير له ، وإنما إمهاله ليزداد إثماً وجرماً ، قال تعالى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّالِمُونَ } [ إبراهيم : 42 ] الآية ، وعلى الياء فقوله : { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } فاعل تحسبن ، وقوله : { أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ } سد مسد مفعوليها كما قال المفسر ، والمعنى لا يظن الكفار أن إملاءنا وإمهالنا لهم خير لهم بل هو شر لهم ، لأننا إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً . قوله : ( أي إملاءنا ) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية تسبك مع ما بعدها بمصدر اسم إن . قوله : ( ومسد الثاني في الأخرى ) أي ومفعولها الأول هم الذين كفروا . قوله : { أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ } تعليل لما قبله . قوله : { وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ } وصفه بالإهانة ، لأن من شأن من طال عمره في الكفر أن تنفذ كلمته ويزداد عزا ، فعومل بضد ما لقي في الدنيا .