Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 179-180)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّا كَانَ ٱللَّهُ لِيَذَرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } هذا وعد من الله لنبيه بأنه سيميز له المؤمن من المنافق . قوله : ( أيها الناس ) أي المؤمنون والكفار . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( وفعل ذلك يوم أحد ) أي حيث امتحنهم بالقدوم على العدو وبذل الأموال ، وكذلك في غزوة الأحزاب ، وكذلك في معياد أبي سفيان في العام المقبل من أحد ، ففضحهم الله وميزهم في مواضع عديدة . قوله : { عَلَى ٱلْغَيْبِ } أي ما غاب عنهم . قوله : { وَلَكِنَّ ٱللَّهَ } استدراك على ما تقدم في قوله : { وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى ٱلْغَيْبِ } كأنه قال إلا الرسل فإنه يطلعهم على الغيب . قوله : ( بالياء والتاء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( أي بزكاته ) أشار بذلك إلى الكلام على حذف مضاف ، أي بزكاة ما آتاهم الله من فضله . قوله : ( مقدراً قبل الموصول ) أي فتقديره ولا تحسبن بخل الذين يبخلون ألخ خيراً لهم إذا علمت ذلك ، فقول المفسر بخلهم فيه تسمح ، لأن المقدر قبل الموصول يكون مضافاً له لا للضمير ، وإنما المضاف للضمير وهو ما قدر قبل الضمير . قوله : ( وقيل الضمير ) أي فتقديره { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } ألخ ، بخلهم خيراً لهم . قوله : ( كما ورد في الحديث ) أي وهو قوله عليه السلام " يمثل مانع الزكاة بشجاع أقرع له زبيبتان يأخذ بلهزميته ويقول أنا كنزك أنا مالك " ثم تلا { وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } الآية ، وقال تعالى : { يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ } [ التوبة : 35 ] الآية ، وهذا إذا كان المال من حلال فما بالك إذا كان من حرام وبخل به . قوله : { وَللَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } هذا كالدليل لما قبله ، كأنه قال لا معنى للبخل بالمال ، فإنه لله يعطيه لمن يشاء ليصرفه فيما أمر به مدة حياته ، فإذا مات رجع المال لصاحبه . قال الشاعر :